أحيا ناشطون سوريون، اليوم، الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة الكيماوي، التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية في 21 آب/أغسطس من عام 2013 ، وراح ضحيتها 1127 شخص، وأصيب أكثر من 5935 وفق الشبكة السورية لحقوق الانسان.
أقام السوريون نشاطات في عدة مدن غربية تحت شعار "لا تخنقوا الحقيقة"، وزعوا خلالها أزراراً بيضاء طُبع عليها "زهرة صفراء" وهي ما تعرف بـ " ياسمينة الحقيقة السورية"، كما وزعوا مطبوعات، مكتوبة بلغة البلد الذي نظمت فيه الوقفة، احتوت معلومات عن أعداد وضحايا مجازر الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية.
مجزرة كيماوي الغوطة، كانت الحادثة رقم 32 التي استخدم فيها النظام السوري السلاح الكيماوي ضد الشعب، ولم يتوقف عندها بل استخدم السلاح الكيماوي بعدها أكثر من 182 مرة، توزعت الغازات المستخدمة ما بين؛ السارين والكلور والخردل وتركيبات أخرى.
معظم هجمات النظام الكيماوية حصلت بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 القاضي بتدمير ترسانة الأسد الكيماوية، والذي توعد بفرض إجراءات تحت البند السابع في حال عدم امتثال النظام.
في آب/ أغسطس من عام 2015 تم تشكيل "آلية التحقيق المشتركة ( ( JIM" بين مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، عملت اللجنة لمدة عامين، أثبتت خلالهما مسؤولية النظام عن عدة هجمات كيماوية ، بينها الهجوم على خان شيخون، وانتهى عملها بفيتو روسي، ولم ينته عنده استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، ولم تعد ذاكرة مجلس الأمن إلى وعود تنفيذ إجراءات البند السابع.
في حزيران 2018 شكلت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية "فريق تحديد هوية منفذي هجمات الأسلحة الكيماوية" المعروف بـ (IIT) وهي المرة الأولى التي تعطي المنظمة نفسها هذه الصلاحية. وقد أصدر الفريق لاحقاً تقريرين، أثبت فيهما مسؤولية النظام عن أربع هجمات منها الهجوم على مشفى اللطامنة بريف حماة.
رغم اثبات تورط النظام السوري بالعديد من الهجمات، إلا أن المجتمع الدولي يقف متفرجاً على استمرار استخدام الكيماوي بحق الشعب السوري، كما أنّ مجلس الأمن يتوارى خلف صخرة الفيتو الروسي، متناسياً وعود تنفيذ قرارات تحت البند السابع.
ولم يتوقف الدور الروسي عند حماية النظام في مجلس الأمن، بل تعداه إلى المشاركة بنكران وقوع الهجمات الكيماوية، أو توجيه أصابع الاتهام للمعارضة السورية بالتورط بالهجمات. ما حثّ نشطاء سوريين لتشكيل فريق يسعى لمناهضة إنكار مجازي الكيماوي في سوريا، يعمل تحت اسم "لا تخنقوا الحقيقة"
لا تخنقوا الحقيقة؛ حملة يقوم عليها ناشطون سوريون، تهدف إلى مناهضة انكار مجازر الكيماوي، ومحاسبة المجرمين، وتحقيق العدالة للضحايا، ومنع تكرار مجازر الكيماوي، لا في سوريا، ولا في أي بلد آخر.
مسؤول التواصل في الحملة "فادي أمين" قال لـ "السوري اليوم" بلغ عدد ضحايا مجازر الكيماوي منذ عام 2012 حتى الآن 1510 أشخاص وعدد المصابين 11810 شخص، فيما تجاوزت عدد هجمات الكيماوي 222 مرة بمختلف أنواع الأسلحة الكيماوية.
هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا تحتاج إلى حشد طاقات وجهود السوريين ومناصريهم، للضغط باتجاه تحديد هوية المجرمين ومحاسبتهم، بما يحقق العدالة للضحايا والناجين من مجازر الكيماوي.
وأضاف "أمين" تعمل الحملة على مواجهة البروباغندا الإعلامية التي يقودها النظام السوري وحليفته روسيا، الهادفة إلى إنكار وقوع مجازر الكيماوي وطمس معالمها وتبرئة النظام منها، ونسعى لرفع الوعي لدى السوريين بما يخص مجازر الكيماوي، وتنظيم حملات المناصرة حتى تنتصر العدالة ولا تختنق الحقيقة.
وكشف أمين عن بذل الحملة جهوداً كبيرة للتوصل إلى اعتراف دولي بمجازر الكيماوي في سوريا وتجريم إنكارها.
وأوضح أمين أنه "تم اعتماد "ياسمينة الحقيقة السورية" كهوية بصرية للحملة، لتكون رمزاً نضالياً لجهود السوريين السّاعين لتحقيق العدالة للشعب السوري الذي تعرض للإبادة باستخدام السلاح الكيماوي على يد النظام السوري".
ويتكون الرمز من زهرة ياسمين صفراء بثلاث بتلات، ويتوسطها ثلاثة مآبر على شكل نويات متماسكة ، في إشارة إلى ذرات المواد الكيماوية.
تم اعتماد زهرة الياسمين نظراً لارتباط اسمها بمدينة دمشق، واللون الأصفر نسبةً إلى الغازات السامة.
استخدمت الياسمينة أول مرة كهوية بصرية لحملة "لا تخنقوا الحقيقة" عام 2020 بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، لتكون الياسمينة ،لاحقاً، رمزاً للتذكير بمجازر الكيماوي والتضامن مع الضحايا.
وخلال فعاليات التذكير بمجازر الكيماوي والتضامن مع الضحايا يربط الناشطون السوريون الياسمينة الصفراء بميزان العدالة، ويوحون إلى رجحان كفة الياسمينة على حساب رمز الكيماوي المرتبط بالمجرمين وحلفاءهم.