تتجه كل أنظار السوريين هذه الأيام إلى الأحداث الجارية في محافظة درعا، وبالأخص حي درعا البلد، الذي يحظى برمزية خاصة لدى السوريين كونه المهد الأول للثورة السورية، ومنه انطلقت صيحات الحرية الأولى، محطمةً بذلك عقوداً من الخوف والاستبداد، وتعليقاً على ما يشهده هذا الحي من محاولات اقتحام وقصف من قبل قطعان الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، قال العميد أسعد الزعبي في تصريح خاص لموقع "تجمع أحرار حوران" إن سقوط درعا البلد بيد النظام يعني سقوط حلم الثورة، وانتهاء رايتها للأبد، وأضاف أن نهاية درعا البلد يعني نهاية ملف الجنوب كاملاً بما فيه محافظتي السويداء والقنيطرة. وأضاف إن الأسباب الحقيقة للحملة العسكرية على أحياء درعا البلد تتمثل في تحقيق مصالح مشتركة بين عدة دول، تريد الانتهاء من ملف الجنوب وتقاطعت مصالحها مع النظام وإيران، وليست كما يدعي النظام أنه يريد نشر حواجز وتسليم السلاح، وأشار إلى أن النظام يصر على السيطرة على درعا البلد بسبب حقده عليها كونها شعلة لا تنطفئ وكونها مصدر قلق مستمر له.
وحول الدور الروسي أكد العميد الزعبي أن روسيا ليست حيادية فيما يجري من هجمات عسكرية ومفاوضات تتعلق بدرعا البلد، بل هي تُظهر هكذا لأن سمعتها تلوثت، وكشفت هذه الأحداث عن ضعف سيطرتها على المنطقة، وعن مدى التعاون والارتباط بينها وبين إيران، التي تعد صاحبة المصلحة الأكبر في السيطرة على كامل الجنوب، كونها تسعى إلى بسط نفوذها بشكل كامل عليه، وفرض المد الإيراني فيه، لتصبح أكثر قرباً ومضايقة لإسرائيل.
الجدير ذكره، أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدأت في 29 تموز حملة عسكرية على أحياء درعا البلد، في محاولة للسيطرة عليها، بعد أن انقلب النظام –كعادته- على اتفاقيات التسوية التي وقعها مع لجنة درعا المركزية عام 2018، وإصراره على تسليم الأهالي للسلاح الفردي، وتهجير قسم من أبنائهم إلى الشمال السوري، وهي مطالب يرفضها أهالي درعا البلد، ويصرون على التمسك بأرضهم.