«القدس العربي»: أجرت سوريا، أمس الخميس، انتخابات برلمانية في دائرتي رأس العين في الحسكة، وتل أبيض في الرقة، في وقت من المتوقع فيه أن يعقد مجلس الشعب الجديد أولى جلساته التشريعية بداية الشهر المقبل.
نتائج الدائرتين
وأصدرت اللجنة العليا لانتخابات النتائج الأولية للانتخابات عن الدائرتين بعد انتهاء أعضاء الهيئات الناخبة من الإدلاء بأصواتهم، في صالة المعبر الحدودي في تل أبيض والمركز الثقافي في رأس العين، وفي مقر مجلس الشعب في دمشق.
وبعد انتهاء التصويت وفرز الأصوات أعلن رئيس اللجنة محمد طه الأحمد أسماء المرشحين الفائزين، وهم عبد الله العبد الله عن دائرة رأس العين، وخليل الكنعو وسعد الشويش عن دائرة تل أبيض، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا»، وليرتفع بذلك عدد الناجحين من حصة الثلثين إلى 122 من أصل 140 نائبا.
عضو اللجنة أنس العبدة، توقع في تصريح لـ «القدس العربي»، أن يتم الإعلان عن حصة الثلث الخاصة برئيس الجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري، وأن يعقد المجلس أولى اجتماعاته مع بداية الشهر المقبل، من دون أن يرتبط ذلك بإجراء الانتخابات لانتقاء الأعضاء الـ18 المتبقين في الدوائر التسع المؤجلة في محافظات الحسكة والرقة وحلب والسويداء.
3 نواب جدد
وفي تصريحه لـ «القدس العربي» أوضح العبدة، الذي كان يتحدث في اتصال هاتفي من مدينة تل أبيض، أنه سلك وفريقه للإشراف على الانتخابات طريقا طويلا عبر تركيا التي وصلها قادما من دمشق، ومنها دخل إلى مدينة رأس العين الحدودية التابعة لمحافظة الحسكة، وبعد انتهاء الانتخابات هناك عاد مرة أخرى إلى تركيا ثم دخل إلى مدينة تل أبيض، على أن يعود لاحقا إلى دمشق عبر الطريق ذاته.
وبين أنه لم يسلك الطريق من داخل الأراضي السورية، لأن الوصول إلى كل من تل أبيض ورأس العين يتطلب الدخول إلى مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» والحصول على موافقات معينة، ومن ضمن فريقه شخصيات قد لا توافق «قسد» على مرورهم.
وأوضح أن دائرة رأس العين لها مقعد واحد في مجلس الشعب وكانت هيئتها الناخبة مؤلفة من خمسين شخصاً، صوت منهم 42 في مركز رأس العين الانتخابي، منهم ستة قدموا من تركيا، والثمانية الباقون صوتوا في مركز مجلس الشعب في دمشق من دون أي حالة غياب، وانتهت النتائج بفوز عبد الله العبد الله.
122 نائباً تمّ اختيارهم و18 مؤجّلون… وحصة الثلث الرئاسية خلال أيام
وأوضح أن حصة دائرة تل أبيض مقعدان في مجلس الشعب وعدد أعضاء هيئتها الناخبة 100، وشارك في التصويت 91، منهم 83 صوتوا في تل أبيض و8 في دمشق وجاء من تركيا 23، استطعنا الحصول لهم على التراخيص اللازمة لعبور الحدود والتصويت والعودة، وقدمت لنا السلطات التركية كل التسهيلات اللازمة، وانتهت الانتخابات هنا بفوز خليل الكنعو وسعد الشويش.
رموز الثورة
وحسب قوله، خلال عملية الانتخاب التي حصلت أمس أو في الأيام الماضية، لم يتم التمييز بين السوريين بناء على مكان الإقامة إن كانت داخل البلاد أو خارجها، ولكن المشاركة سواء في التصويت أو الترشح تطلبت الحضور الشخصي ولم تكن الوكالات مقبولة ولا عملية التصويت الإلكتروني.
وقال العبدة إن الأجواء كانت إيجابية والتفاعل مع العملية الانتخابية كان جيدا، ومن فاز في الانتخابات هم من رموز الثورة المعروفين في تل أبيض ورأس العين، وفي النهاية جاءت مخرجات انتخابات أمس كما مخرجات باقي المراكز التي شهدت انتخابات في الخامس من الشهر الجاري وأعلنت نتائجها النهائية في اليوم التالي، حيث إننا ركزنا خلال انتقاء أعضاء الهيئات الناخبة على المعايير التي وضعت، على أن لا يتسرب إلى هذه الهيئات أي أحد لديه شبهة بدعم النظام البائد، فكان من الطبيعي أن يكون أعضاء مجلس الشعب الناجحون هم من الأقرب إلى الثورة. وتابع: أنجزنا ما بين الخامس والثالث والعشرين من الشهر الجاري انتخابات في 51 دائرة من أصل 60 دائرة، نجح خلالها 122 نائبا من أصل 140، وبقيت تسعة دوائر مؤجلة تصل حصتها إلى 18 نائبا، منها ثلاث دوائر في الحسكة (9 نواب) ودائرتان في الرقة (4 نواب) ودائرة واحدة في عين العرب بحلب (نائبان) وثلاث دوائر في السويداء (3 نواب) وهؤلاء من ملاك الثلثين ويتبقى ملاك الثلث (70 نائبا) الخاص بالرئاسة.
حصة الرئاسة
وأوضح العبدة أن اللجنة العليا للانتخابات أرسلت تقارير عما حصل في كل دائرة انتخابية وفي كل محافظة خلال الانتخابات، وبات هناك تصور عام تجاه الأماكن التي يجب التدخل فيها لسد الثغرات التي ظهرت فيها، من باب تخصيص مقاعد لبعض مكونات المجتمع السوري الذين لم يصل أي منهم إلى المجلس، أو من باب زيادة نسبة النساء والمسيحيين.
وقال: «لدينا ترشيحاتنا، لكننا لسنا الجهات الوحيدة المطلوب منها تقديم ترشيحات لقائمة رئيس الجمهورية، والقائمة المنتظرة ستكون محصلة الترشيحات السابقة إلى جانب الإرادة الرئاسة ورؤيتها في هذا الخصوص».
وبين أن «الإعلان الدستوري أكد أن الثلث الذي سيعينه رئيس الجمهورية هو لضمان التمثيل العادل والكفاءة، ومن المرجح أن تصدر هذه القائمة قبل نهاية الشهر الجاري، وبعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات الدوائر الثلاث التي جرت أمس، وأعلنت نتائجها الأولية وفتح باب الطعن لثلاثة أيام على أن تعلن النتائج النهائية لها الأحد أو الإثنين المقبل، وسط آمال أبن يعقد مجلس الشعب الجديد أولى جلساته بداية الشهر المقبل، من دون أن يرتبط ذلك بإجراء الانتخابات لانتقاء الأعضاء الـ18 المتبقين في الدوائر التسعة المؤجلة في محافظات الحسكة والرقة وحلب والسويداء».
وإن كان دور اللجنة العليا للانتخابات سينتهي بعد إعلان قائمة رئيس الجمهورية ومباشرة المجلس الجديد أعماله، أم سيواصلون عملهم إلى ما بعد انتهاء الانتخابات في الدوائر المؤجلة المتبقية، قال العبدة إن اللجنة العليا «ستدرس طبيعة عملها خلال المرحلة المقبلة، كما ستعمل على التشاور مع الرئاسة حول هذه القضية لتكون اللجنة قادرة على تقديم أفضل عمل ممكن لتشكيل وبناء السلطة التشريعية. والخيارات كلها مفتوحة إن كانت ستواصل اللجنة عملها أو تعلقه».
تعزيز تمثيل المرأة
وفي دمشق، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات محمد طه الأحمد أمس أنه بحث مع نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي، نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، وعدداً من القضايا المتعلقة بها، وذلك في مبنى المجلس في دمشق.
وأكد الأحمد في تصريح نقلته «سانا» أن النقاش ركّز على ضرورة تعزيز تمثيل المرأة في المراحل الانتخابية المقبلة، لافتاً إلى أنه تم تحليل الأسباب والمشكلات التي أدت إلى ضعف تمثيل المرأة سواء في النظام الانتخابي المؤقت أو نتيجة للتركيبة المجتمعية الخاصة بسوريا والظروف التي مرت بها خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن التركيز على حصة المرأة في العملية الانتخابية يأتي انطلاقاً من دورها الكبير في بناء سوريا ومساهمتها الفاعلة في انتصار الثورة السورية، مؤكداً أهمية تمكينها ومشاركتها في الحياة السياسية.