دمشق – نجح الباحث السوري فراس سقا أميني من كلية العلوم بجامعة دمشق في تحقيق اختراق علمي هو الأول من نوعه في سوريا والعالم، عبر تعديل طفيليات اللشمانيا جينياً لتتحول من مصدر للمرض إلى مصنع لإنتاج بروتين علاجي بشري عالي الأهمية.
وأوضح الباحث سقا أميني، المتخصص في البيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية، أن فريقه تمكن من عزل طفيليات اللشمانيا من شخص مصاب محلياً ثم تعديلها وراثياً لتنتج بروتين النمو البشري المعروف بـ IGF1. ويُستخدم هذا البروتين في معالجة أمراض وراثية ومناعية نادرة مثل القزامة، ومتلازمة لارون، ومرض التصلب اللويحي، كما يدخل في مجال الطب الرياضي لتعزيز نمو العضلات وزيادة الكتلة العضلية.
ويعد هذا الاكتشاف المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج بروتين IGF1 باستخدام طفيليات اللشمانيا على مستوى العالم، ما يمنح سوريا فرصة التميز العلمي والدخول في صناعة الأدوية الحيوية، وهي صناعة تُقدّر بمليارات الدولارات عالمياً وتُعتبر ركيزة للاقتصاد المعرفي.
ويرى خبراء أن الإنجاز يحمل أهمية مزدوجة للسوريين، فهو من جهة يفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي في الجامعات والمراكز الوطنية، ومن جهة أخرى يضع الأساس لتوطين صناعة دوائية استراتيجية محلية تخفف الاعتماد على الخارج وتلبي احتياجات المرضى داخل سوريا، إضافة إلى إمكانية تحويل الاكتشاف إلى فرصة اقتصادية واعدة إذا جرى الاستثمار فيه بشكل صحيح.
وبحسب الباحث، فإن استخدام طفيليات اللشمانيا المحلية في هذا المجال قد يحول سوريا إلى البلد الأول عالمياً الذي يوظف هذه التقنية لإنتاج بروتين IGF1، الأمر الذي يعزز مكانتها العلمية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع البحث العلمي