. . أول رد رسمي على قرار "الجولان" في الأمم المتحدة ضد إسرائيل

الخميس, 4 ديسمبر - 2025
الامم المتحدة
الامم المتحدة


عقّبت وزارة الخارجية السورية، فجر الأربعاء، على القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، والذي يدعو إسرائيل للانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة.
واعربت الخارجية السورية في بيانها عن "عميق شكرها وامتنانها للدول التي تبنت وصوتت لصالح قرار ’الجولان السوري‘، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم 3 ديسمبر 2025، وخاصة الدول التي غيّرت تصويتها عن السنوات الماضية".
وألقى البيان الضوء على عدد الدول التي صوتت لصالح القرار وارتفاعه من 97 دولة صوتت لصالح القرار العام الماضي، إلى 123 دولة في العام الجاري، معبرة عن شكرها لمصر لتقديمها مشروع القرار.
وتمّ إقرار القرار، المعنون "الجولان السوري"، بأغلبية 123 صوتًا مؤيدًا، مقابل 7 أصوات معارضة، وامتناع 41 عن التصويت، وانضمت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ولايات ميكرونيزيا المتحدة، وبالاو، وبابوا غينيا الجديدة، وباراغواي، وتونغا في معارضة القرار.
وأدان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، التصويت، متهمًا الجمعية بـ"الانفصال عن الواقع"، ووصف الأراضي السورية المحتلة بأنها "خط دفاع حيوي" لبلاده، حيث كتب على حسابه على منصة "إكس" بعد التصويت: "لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967، ولن تتخلى عن الجولان، لا الآن، ولا في أي وقت".
ومرتفعات الجولان هضبة استراتيجية استولت عليها إسرائيل من سوريا خلال حرب 1967، قبل أن تضمها رسميًا في 1981، وفي تلك الحرب، استولت إسرائيل أيضًا على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة من الدول العربية المجاورة، وبعد ذلك بوقت قصير، بدأت في إنشاء مستوطنات إسرائيلية في الأراضي المحتلة.
ولم يعترف المجتمع الدولي بهذا الضم، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي اعتبر مرتفعات الجولان أرضًا محتلة والمستوطنات الإسرائيلية فيها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وفي 2019، تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسة أمريكية راسخة بإصداره إعلانًا رئاسيًا يعترف بمرتفعات الجولان كجزء من دولة إسرائيل.
واستولت إسرائيل على أراضٍ إضافية في الأيام التي تلت انهيار نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، عام 2024، موسّعةً سيطرتها على مرتفعات الجولان، واستولت على أعلى قمة في سوريا، جبل الشيخ ذي الأهمية الاستراتيجية
نتنياهو يشترط منطقة منزوعة السلاح
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن تل أبيب تتوقع من الجانب السوري إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة دمشق حتى المنطقة العازلة في الجولان، مشيرا إلى أن "التوجه الإيجابي وفهم هذه المبادئ يمكن أن يقود إلى التوصل لاتفاق مع السوريين"، في تلميح إلى استعداد تل أبيب لفتح مسار تفاوضي مشروط بالالتزام بالمطالب الأمنية الإسرائيلية.
وتأتي تصريحات نتنياهو بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية من اتخاذ أي خطوات قد تعيق مسار الانتقال السياسي في سوريا، مؤكدا في منشور عبر منصة "تروث سوشال" على ضرورة الحفاظ على "حوار قوي وحقيقي" بين تل أبيب ودمشق، وإرساء أساس لعلاقة طويلة ومزدهرة بين البلدين من خلال هذا الحوار. وأكد ترامب على أهمية عدم حدوث أي إجراء من شأنه أن يعرقل تحول سوريا إلى دولة مزدهرة.
وفي سياق متصل، عقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، مباحثات مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث تناول الجانبان "المستجدات الإقليمية وتعزيز التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب سوريا، أبرزها توغل دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن إصابة ستة عسكريين إسرائيليين بينهم ثلاثة ضباط، ورد الأهالي على التوغلات ما أدى إلى استشهاد مدنيين في انتقام جوي إسرائيلي أودى بحياة 13 شخصا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة نحو 25 آخرين.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تهديد مباشر من الحكومة السورية لتل أبيب، يواصل الاحتلال شن الغارات الجوية وتنفيذ التوغلات البرية في المنطقة العازلة جنوب الجولان، التي احتلتها إسرائيل منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، فيما يطالب نتنياهو منذ شباط/فبراير الماضي٬ بـ"نزع سلاح كامل لجنوب سوريا" ومنع دخول القوات السورية الجديدة إلى المناطق القريبة من دمشق.
ويذكر أن هضبة الجولان السورية كانت قد احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ثم أعلنت ضمها لاحقا، وهي خطوة اعترفت بها الولايات المتحدة ولم تعترف بها معظم الدول الأخرى