في دير الزور... شباب سوريا يرسمون ملامح الغد في مؤتمر "نهضة وبناء"

السوري اليوم
الأحد, 22 يونيو - 2025
في دير الزور... شباب سوريا يرسمون ملامح الغد في مؤتمر "نهضة وبناء"
في دير الزور... شباب سوريا يرسمون ملامح الغد في مؤتمر "نهضة وبناء"

في قاعة المؤتمرات بمجمّع صحارى بدير الزور، لم يكن اليوم عاديًا. أكثر من مئة شاب وشابة اجتمعوا من قلب المدينة ومن الشتات، ليعلنوا انطلاق مؤتمر الشباب الأول في المحافظة، تحت شعار يحمل من المعاني ما يفوق الكلمات: "الشباب... نهضة وبناء".

في كلمته الافتتاحية، شدد محافظ دير الزور، السيد غسان السيد أحمد، على أن الشباب السوري ليسوا مجرد أرقام أو طاقات معطّلة، بل هم، كما أثبت التاريخ، صناع التحوّلات الكبرى، وركائز البناء الحقيقي بعد كل حرب. وأضاف: "ها هو الجيل الذي شارك في الثورة، وواجه الظلم، وانتصر بإرادته، يعود اليوم ليحمل معول البناء بدل البندقية، ويكتب فصول الإعمار بعقله وسواعده".

أما مدير الشؤون السياسية في المحافظة، الأستاذ أحمد الهجر، فقد أوضح أن هذا المؤتمر ليس سوى نقطة البداية لسلسلة لقاءات تهدف إلى تمكين الشباب السوري، وتفعيل دوره في رسم ملامح سوريا الجديدة، سوريا ما بعد الحرب والانقسام، سوريا المواطنة والمشاركة.

وتخلّل المؤتمر حلقات عمل متنوعة، غطّت محاور اجتماعية واقتصادية وسياسية، شارك فيها شباب من مختلف الخلفيات المهنية والعلمية، بينهم أطباء ومهندسون وحقوقيون ومثقفون، من المقيمين في الداخل والخارج، خاصة من تركيا، في مشهد يجسّد وحدة الطموح رغم تباعد الجغرافيا.

اللافت في الطروحات التي قدمها الشباب، أنها لم تكن فقط صرخة ألم على ما مضى، بل رؤى واضحة لمستقبل يُراد له أن يُبنى على قيم العدالة والتعليم وفرص العمل، والاستثمار في العقول والمهارات السورية المنتشرة حول العالم، مع التأكيد على ضرورة رفع العقوبات وفتح أبواب التعافي الاقتصادي.

مؤتمر "نهضة وبناء" لم يكن مجرد حدث عابر، بل إعلان نية صادقة: أن سوريا الغد تُصنع اليوم على أيدي أبنائها، وأن الشباب ليسوا مجرد مستقبل... بل هم حاضر ينبض بالإرادة.