يقول الشاعر حطان بن المعلى:
لولا بنيات كزغب القطا رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عين من الغمض
فالطفل هو فلذة كبد والديه، وهو اللبنة الأولى في بناء رجال ونساء المستقبل في وطن يحترم الطفولة ويفكر بمستقبل الوطن. فالاستثمار في الانسان وحده يبني العقول النيرة التي ترفع من شأن البلاد، وتضعها على طريق التقدم والتمدن والازدهار. فماذا قدم النظام السوري الأسدي لأطفال سوريا منذ أكثر من نصف قرن إلى الأن وخاصة بعد ثورة سوريا المجيدة؟
في تقرير يونيسف بمناسبة هذا اليوم يقول:
وفي سوريا إن 900 طفل قتلوا أو أصيبوا خلال 2021، ما يجعل العدد الإجمالي للضحايا الأطفال من القتلى والجرحى يصل إلى قرابة 13 ألف منذ بدء الحرب في البلد. وأكبر ما يهدد حياة الأطفال في سوريا هي الألغام الأرضية والمتفجرات والذخائر غير المنفجرة، بحوالي ثلث عدد الإصابات والوفيات، أكبر من القصف وتبادل النيران.
وفضلا عن القتلى والجرحى، يشير التقرير إلى مخلفات نفسية خطيرة على الأطفال، إذ ظهرت علامات الضيق النفسي ومن ذلك القلق والحزن والتعب واضطرابات النوم المتكررة، كما يشدد على معاناة الأطفال ذوي الإعاقة (عدد منهم أصيبوا بها نتيجة الحرب)، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وفقر الأسر وعدم وجود خدمات أساسية.
ومن أكثر الظواهر التي يعاني منها أطفال سوريا، هي سوء التغذية أن برامج التغذية في سوريا بقيت دون دعم.
وحسب التقرير فإنّ واحدا على الأقل من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم بسبب سوء التغذية، وهناك أطفال يعانون وهو لا يزالون أجنة. فكل واحدة من كل ثلاث نساء حوامل تعاني من فقر الدم ومن نقص مغذيات أخرى ضرورية، والآلاف منهن يعانين كذلك من سوق التغذية." أما التعليم فقد أصبح عشرات الآلاف من الأطفال خارج إطار التعليم بعد أن هدم نظام الأسد مدارسهم، أو لأنهم يعيشون في مخيمات لا تقدم لهم أدني خدمات التعليم والصحة. باختصار هناك جيل كامل ضاعت طفولته وبالطبع حياته ستكون صعبة جدا في الوقت الذي يعيش فيه أطفال الضباط والشبيحة ورجال أعمال النظام الذين ساهموا جميعا بقتل الأطفال وتسببوا في مآسيهم بأفضل حال. .