رمضان مضى، ومضى معه ناموس الأفكار الشيطانية التي أصابتني، وفي جلسة صفاء بين العقل والروح، ناقشت الأمر ملياً و كان الحوار التالي :
عقلي : لو لم تطلق القسام صواريخها، لما انحرف الإعلام العالمي عن نقل انتفاضة الأقصى، انتفاضة الشباب والبنات، انتفاضة شعب أعزل إلا من حقه وصوته، بوجه مجرم حجته البندقية، حجةٌ فضحته أمام العالم الذي تعاطف مع الانتفاضة بشكل منقطع النظير.
روحي : ماذا كنت تنتظر، أما وُجِدَت الصواريخ لهذه اللحظات، أما وجدت لمقارعة الظلمة والطغاة ،،ألم نشتريها ونأخذها من هنا وهناك ونصممها أحياناً أخرى لمقارعة الاحتلال .
عقلي : إن كنت صادقاً فلما سكتت الصواريخ كل هذي السنوات، وأُطلقت لما خرج الشباب في القدس، فطغى صوتها على صوتهم وتشوهت القضية، من انتفاضة شعبية إلى صراع مسلح بنظر البعض.
روحي : هل كنت تنتظر أن أرى إخوتي تقتل، وأخواتي تعتقل، وأبقي صواريخي صامتة، ألم تسمع نداء التجدة الذي أتاني من بعض أبناء القدس .
عقلي : بلى سمعت ، لكنني عرفت أنك واعٍ ولا يخفى عليك أهمية تحريك الشوارع، فلو تركت صوت الاتتفاضة يعلوا أكثر لوجدت أنوفاً أحمرت للقدس ما كنت تتوقع احمرارها، و لوجدت الكثير من قادة العرب والعالم وقد مرغ شعبهم أنوفهم بالتراب، لكنك أنجيتهم بفعلتك.
روحي : ماذا بإمكان الحراك أن يفعل ، لماذا سننتظر تعاطف العالم وماذا سيقدم، قد جرى ما جرى، أوما ترى الناس الآن في غزة تقتل وترمى بالطائرات، أما تسمع صرخات الأيامى وغصات اليتامى وصبراً منقطع النظير .
عقلي : ويحك، إن حراك الشعب سيفعل الكثير ففيه تقوم الأمم وتقعد وينتصر المظلومون لمظلوميتهم والشواهد لا تحصى، وقد رأيتك دوما تأخذنا من نفس الطريق وهاهي عقود مضت وانتفاضات انقضت، وانت تجرب ذات الرواية وذات الصواريخ، حتى جعلتني اشك بنيتك، وزاد الطين بلّة ولائك وموقفك من أعداء بعض الشعوب، اللذين قتلوا وذبحوا دون وجه حق .
فانتفضت ذاتي بين روحي وعقلي لتقول: إنني فلسطيني الهوى وما ثورة السوريين وانتفاضة الفلسطينين، إلا نارا اشعلتها جذوة مقاومة الظلم، وأما وقد جرى وأُطلقت الصواريخ على الظلمة الإسرائيلين الذين اعتادوا اللعب بالإعلام، وتحوير الحقائق، فلا يسعني إلا أن أقف مع الصواريخ وان كانت بدعم إيراني، وأدعو لأقول اللهم اضرب الظالمين بصواريخ ودعم الظالمين ونجي المناضلين والجاهدين والصابرين الصامدين من بينهم سالمين.
وبعد كل هذا الكلام جاءنا النبأ التالي : القسام توقف صواريخها وتتجاوب مع الاحتلال الاسرائيلي بوقف إطلاق نار، ليصبح الرجاء الأول هو عدم اندثار انتفاضة المقدسيين، بعد خلط الأوراق.
لتعود إشارة الاستفهام عن أركان نصر يتم الحديث عنه، نصرٌ لا يصح بمنطق الأرقام لكنه نصر كلام ، ويا سلااام عليكي يا أمتي يا سلااام !!