قناة الميادين: مثال في التضليل الإعلامي

منشور قناة الميادين
منشور قناة الميادين


يعتبر التضليل الإعلامي جزء هاما من وسائل الإعلام التي تفتقد إلى الموضوعية وتكون قائمة على عقيدة سياسية، أو اجتماعية تسعى من خلالها بث الأخبار والمعلومات المضللة للمستهلك لبث فتنة ما، أو لخلق بلبلة اجتماعية، أو لهدف سياسي تسعى من خلاله الضرر بمن تستهدفه. وتعتقد هذه الوسائل أن في عملياتها التضليلية ستصل إلى هدفها. والواقع أنها ربما تنطلي هذه العمليات في بداية الأمر على مجموعة من متابعيها، ولكن سرعان ما تتكشف الحقيقة، وتخسر مثل هذه القنوات مصداقيتها. قناة الميادين التي أنشأتها إيران في لبنان في أوج صعود حزب الله في لبنان، وارتكابه الخطأ الفادح بتدخله في سوريا بقوات تدعم نظام الأسد المخلوع في قتل السوريين بأمر من ولاية الفقيه (وهذا الخطأ كان سببا أساسيا في نهاية وجوده كقوة عسكرية) بدت منذ انطلاقتها أنها لم تكن قناة أخبارية رصينة تسعى لكسب ثقة المشاهد بمصداقية وحيادية، بل ظهرت كقناة تجييش، وضجيج عقائدي، وتضليل إعلامي رخيص. اليوم وفي حمأة الأزمة التي تواجهها سوريا المحررة (من نظام الأسد الإجرامي، وميليشيات إيران الطائفية، ومنها حزب الله)، ومواجهة اعتداءات الدولة المارقة إسرائيل المتكررة، وفلول النظام البائد من بعض مكونات الشعب السوري، والحركات الانفصالية المستقوية بالدولة المارقة، كما حصل في السويداء من قبل فئة لا تمثل أبناء الطائفة الدرزية، قامت قناة الميادين ببث الأكاذيب المضللة بنشر ملصق تلفزيوني تقول فيه:"رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا حمد الشرع غادر العاصمة السورية دمشق برفقة عائلته"، و" دخول فرقة عسكرية إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في خطوة مفاجئة لتتسلم الإشراف على عمل التلفزيون"،" عملية اغتيال طالت 3 شخصيات كبيرة في الإدارة السوري الانتقالية منهم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة". وهذا يعتبر استهدافا لسوريا حكومة وشعبا.
مثل هذا التضليل يعتبر عملية إعلامية شديدة الغباء، لأن النص فيه تأكيد حسب قول الصحيفة من مصادرها الخاصة، ويتبين سريعا أن مصادرها الخاصة (إن وجدت) تضللها أيضا لنشر مثل هذه الأكاذيب. فمن المؤسف جدا أن القائمين على هذه القناة "الذين يعتبرون أنفسهم صحافيين كبار لا يشق لهم غبار"، أن يقعوا في مثل هذه الأعمال الصبيانية الإعلامية، فالكذب حبله قصير، والواقع يكشف الحقائق، وعلى من يقود هذه القناة إذا كان بريئا من الدس بحق الشعب السوري وحكومته، أن يعود إلى المباديء الأساسية في نشر أي خبر: التأكد من مصدرين مؤثوقين قبل بث الخبر، ونسبه إلى هذين المصدرين وخاصة إذا تعلق بأخبار حساسة وهامة جدا كالتي تم نشرها، وليس مصادر خاصة مجهولة ومبهمة. لكن يبدو أن من يقوم على هذه القناة يجهلون ألف باء الصحافة.