لقاءات لقائد «قسد» في أربيل لبحث ملف مصير الأكراد في سوريا

الجمعة, 25 أبريل - 2025
رئيس قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارازاني
رئيس قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارازاني


(عن القدس العربي)
التقى قائد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مظلوم عبدي، في مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ووزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، لبحث ملف مصير الأكراد في سوريا ومشاركتهم في الحكومة الجديدة هناك، وسط دعوات لأهمية وحدة الصفّ الكردي في سوريا لضمان نيل الحقوق والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
وأصدر مكتب بارزاني بياناً صحافيا أمس، تحدث فيه عن تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيس الإقليم بعبدي، مساء الأربعاء، مشيراً إلى مناقشة «آخر تطورات الوضع في سوريا وعلاقات قوات سوريا الديمقراطية والأطراف السياسية الكردية في سوريا مع الحكومة السورية»، كما «تبادلا وجهات النظر حول مخاطر الإرهاب ومواجهة تهديدات داعش».
بارزاني وعبدي أكدا أهمية «شراكة ومشاركة الكرد وجميع مكونات سوريا في حكم البلاد وإدارتها وضمان حقوق الجميع»، وفق البيان الذي أشار إلى أنهما «اتفقا على العمل المشترك والتعاون بين مكونات سوريا للحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة المخاطر والتحديات».
كما شددا على ضرورة «الوحدة والوئام بين القوى والأطراف الكردية في سوريا كضمان لتحقيق المطالب والحقوق المشروعة للكرد في ذلك البلد»، فيما بحثا «وضع مخيم الهول ودور التحالف الدولي في سوريا لمواجهة داعش».
وطبقاً للبيان، فإن الاجتماع حضرته الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد.
يأتي ذلك في أعقاب معلومات أوردتها وسائل إعلام سورية، أمس، أفادت بعقد اجتماع بين قيادات الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، مع وزير الخارجية الفرنسي، أثناء زيارته إلى مدينة أربيل.
وقالت وكالة «هاوار نيوز» المقربة من قوات سوريا الديمقراطية، إن عبدي وأحمد عقدا اجتماعاً في وقت متأخر من ليلة (الأربعاء) في أربيل مع بارو».
ولفتت إلى أن «المجتمعين ناقشوا عدداً من القضايا، أبرزها استقرار روجآفا وتفعيل الحوار والمفاوضات بين الأطراف السورية».
وأضافت أن «الاجتماع جاء بعد أن أجرى الوزير الفرنسي سلسلة لقاءات مهمة مع رئيس كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، وعدد من كبار المسؤولين في الإقليم، وذلك ضمن زيارته الرسمية إلى أربيل».
وحسب الوكالة، تناول اللقاء مع عبدي وأحمد سبل دعم الاستقرار السياسي والإداري في مناطق الإدارة الذاتية، وتعزيز الحوار بين القوى السياسية في سوريا، إلى جانب بحث دور فرنسا في دعم الجهود السياسية الرامية إلى إيجاد حل دائم وشامل للأزمة السورية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد أعلن في وقت سابق من مساء الأربعاء، أنه سيلتقي بقائد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مظلوم عبدي في إقليم كردستان خلال الزيارة التي يجريها إلى الإقليم.
وفي أربيل أيضاً، اجتمع الوزير الفرنسي برئيس حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، بافل جلال طالباني، بحضور نائب رئيس حكومة الإقليم والقيادي في الحزب قوباد طالباني، ودرباز كوسرت رسول، عضوي المكتب السياسي للحزب.
بيان أورده إعلام حزب طالباني أفاد بأن اللقاء شهد مناقشة «الأوضاع في سوريا وغربي كردستان»، وأكدا (طالباني وبارو) «حماية حقوق جميع المكونات في إطار سوريا جديدة، وخاصة الكرد في غربي كردستان».
بافل جلال طالباني شدد على دعم «السياسة الوطنية للاتحاد الوطني لهذا الملف الوطني»، معتبراً أن «وحدة الكرد والدفاع عن حقوقهم يضمن حماية الامن والسلام في المنطقة، لذا شجعنا الجميع على حل جميع المواضيع الخلافية بالطرق السلمية والحوار، وهذا هو الطريق الصحيح للوصول إلى الأمن وضمان الاستقرار في الشرق الاوسط».
عقد مباحثات منفصلة مع رئيس كردستان ووزير الخارجية الفرنسي
وكان بارزاني قد أعلن إجراء مناقشات مثمرة مع بارو، حول كردستان والعراق والمنطقة بشكل عام.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير الفرنسي، مساء الأربعاء، «سعيد جداً باستقبال بارو في مدينة أربيل، الذي حضر هذه الزيارة في إطار زيارته إلى العراق».
وتابع: «قمنا بمناقشة العديد من المسائل المهمة حول الوضع في العراق والوضع في المنطقة بشكل عام»، لافتاً إلى أنه «قمنا بمناقشة مثمرة حول العلاقات الفرنسية مع إقليم كردستان والعراق».
وأكمل بالقول: «‏نحن نثمن العلاقات التاريخية مع فرنسا ونؤكد على التزامنا بتعزيز العلاقات وتوسيع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لا سيما في تعزيز الأمن والاستقرار والعلاقات الاقتصادية والثقافية وغيرها».
وختم بالقول: «نجدد شكرنا لفرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون، على الدعم المتواصل والمستمر للعراق وإقليم كردستان، وخاصة في الأوقات العصيبة، وتطلعنا إلى العلاقات الثنائية من أجل استقرار وأمن المنطقة».
في حين قال الوزير الفرنسي في المؤتمر الصحافي المشترك «يسعدني أن أكون معكم اليوم في أربيل لزيارتي الأولى إلى العراق. ولم يكن لدي أن أزور العراق دون محطة في كردستان. وأود أن أشكركم وأشكر الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني على حرارة الاستقبال، وهذا يشهد على الصداقة، فهناك صداقة متميزة بين فرنسا وكردستان».
وأضاف أن «الشعب الكردي والشعب الفرنسي، منذ أكثر من 30 عاماً، طورنا علاقات قوية وأخوية قائمة على المعارك التي خضناها معاً وحرصنا على الحرية»، مشيراً إلى أن «مبادرة فرنسا قضت بقيام مجلس الأمن في 5 نيسان (أبريل) 1991 بتبني القرار 688 الذي أرسى قواعد حكم ذاتي كردي في العراق، ومؤخراً، الحرب على «داعش» هي التي عززت روابطنا وعلاقاتنا، ويمكن أن نتكلم عن أخوة السلاح».
ووفق بارو فإن «جنودنا يواصلون هذه المعركة إلى جانب البيشمركة وقوى الأمن العراقية والقوى السورية الديمقراطية، ومن هنا أود أن أحيي الشجاعة والنخوة والتضحيات التي قدمها البيشمركة»، مؤكداً أن «ما من سلام ورخاء في الشرق الأوسط من دون الحفاظ على التعددية في المنطقة».
وأردف: «اليوم نؤكد مرة أخرى، وكذلك للسلطات الإقليمية، عن تضامن فرنسا وروح الحوار الذي يحركنا. التضامن قبل كل شيء في مواجهة «داعش»، عدونا المشترك».
ولفت الدبلوماسي الفرنسي إلى أنه «بالرغم من ضعفه (داعش) إلا أنه لا يزال قادراً على توجيه الضربات، لذلك لا فرنسا ولا كردستان العراق، اللذان عانيا بقوة من الإرهاب الإسلامي، يمكن أن يقبلا التشكيك بالنتائج التي توصلنا إليها بعد عشر سنوات من المعارك، وبالتالي نحن لا نزال نقدم المساعدة المطلوبة لشركائنا في هذه المعركة».
وأشار أيضاً إلى إن «هناك عدة بؤر أزمات، من غزة، ولبنان، وسقوط بشار الأسد، وانعكاسات ذلك، وتحديات المرحلة الانتقالية السورية»، مبيناً أن «أربيل تعرضت لضربة في القلب في عام 2023 وعام 2024، ولكن العراق وإقليم كردستان بقيا بمنأى عن هذه التوترات الإقليمية، والعراق بذلك يساهم في جهود التهدئة».
وطبقاً للوزير الفرنسي فإن «الحوار السياسي والدبلوماسي بيننا وبين سلطات إقليم كردستان يهدف لكي نوقف دوامة العنف التي بدأت مع مجازر تشرين الأول/ أكتوبر 2023»، مبيناً أن «جهودنا المشتركة لدعم قوى الجنرال مظلوم عبدي، ولتشجيع القوى الكردية السورية للمّ الشمل، ولكي يكون لها وزنها في عملية الانتقال السياسي، وأن يكون هذا دفاعاً عن مصالح الكرد وكل مكونات الشعب السوري، والحرب على الإرهابي الإسلامي»، على حدّ وصفه.
وأضاف: «سوف يكون هناك لقاء لاحقاً مع الجنرال مظلوم حول هذا الموضوع»، مبيناً أنه «أمام كل هذه التحديات، فرنسا مقتنعة بأن قوة المؤسسات الديمقراطية التي يشهد عليها كردستان العراق في المنطقة هي موطن قوة، وهذا هو التحدي للانتخابات النيابية التي جرت في الإقليم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وكذلك الانتخابات الاتحادية في الخريف المقبل، لذا فرنسا دومًا تدعم هذه العمليات الانتخابية».
ورأى أن «هذا أيضاً الموضوع الهام في المناقشات الجارية لتشكيل حكومة في إقليم كردستان، لكي يتمكن من الصمود أمام التقلبات الإقليمية، وهذا أيضا التحدي الرئيسي في الحوار بين أربيل وبغداد، الذي تعتبر فرنسا أن من شأنه أن يعزز وحدة العراق وأمنه ورخائه، وبالتالي في إقليم كردستان».
نشر الفرنسية
وزاد: «نحن، الفرنسيين والكرد، هناك أمور كثيرة يجب أن نفعلها، فعملنا الثقافي والدبلوماسي في كردستان يتمثل بإنجازات يومية وملموسة، وجئت لأكرر لكم التعبير عن حرصنا على هذه العلاقة وإرادتنا في العمل المشترك لبناء المستقبل، وهذا هو معنى العمل الذي نقوم به مع المعهد الفرنسي في أربيل دعماً للشباب، والمعهد الفرنسي في الشرق الأوسط، ومدرستي دانييل بيتون في أربيل والسليمانية».
ونوّه إلى أن «كل هذه المؤسسات تسهم في نشر الفرنسية والثقافة الفرنسية وتبادل الطلبة والعلماء، ونحن نعمل كذلك لتطوير الاقتصاد في كردستان عن طريق علاقات بين رجال الأعمال، وقد أطلقنا دينامية جديدة عن طريق منتدى الأعمال بين فرنسا وكردستان، الذي نعقده في أيلول/ سبتمبر المقبل، والذي سنرتكز عليه في تعزيز علاقاتنا الاقتصادية».