دمشق تُحيي الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الغوطة الكيماوية… تكبيرات عند الفجر وشهادات مؤلمة تطالب بالعدالة

السوري اليوم
الخميس, 21 أغسطس - 2025
ام تبحث بين ضحايا غاز السارين على اطفالها
ام تبحث بين ضحايا غاز السارين على اطفالها

دمشق، الخميس – في فجر اليوم، تصدّت العاصمة السورية وريفها للذكرى الثانية عشرة لمجزرة الغوطة الكيماوية، من خلال تكبيرات جماعية عبر مكبرات المساجد عند الثانية صباحاً، تزامناً مع توقيت تنفيذ الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس 2013. وجاءت هذه التكبيرات صدىً للصمت والظلام الذي رافق تلك الليلة، تعبيراً عن الألم المشترك والذاكرة المكلومة. 

تخلّلت الفعالية تجمعات في مناطق مثل زملكا، حيث خرج الأهالي في مسيرات مشيا على الأقدام أو بالسيارات، حاملين أعلاماً وطنية وصوراً للضحايا، مردّدين هتافات تطالب بالعدالة ومحاسبة الجناة.

أقوال الناجين والحقوقيين:

محمد زربا، وهو أحد الناجين من زملكا، روى لصحيفة نيولاينز الأمريكية:
"خرجت إلى الشارع بعد أحسست بالغاز. رأت عيناي أنفي وحنجرتي تحترقان، وفقدت وعيي لعشر ساعات. كل من أعرفهم ماتوا أثناء نومهم. الخوف من تلك الليلة لن يزول أبدًا." 
نجوان من الغوطة :
حاولت فهْم الحديث عن الهجوم على معضمية الشام على أنها كذبة، حتى تأكدت أنه حدث فعلاً، قائلة إنها شعرت بالرعب العام دون قدرة على فهم ما يحدث. 

شهادات حقوقيين وناشطين:

تهامة درويش، ممرضة تطوّعت وقت الهجوم، قالت:
"بعد مرور عشر سنوات، لا يزال الألم كما هو. قلبي يرتجف عندما أتذكّر المرأة التي كانت عيناها تصرخ طلبًا للمساعدة، لكن الموت كان أسرع... سنواصل أن نكون شهوداً على الحقيقة حتى يُحاسب الجميع." 

ليلى كيكي، مديرة تنفيذية في "The Syria Campaign"، أضافت:
"من المعيب أن مرت سنوات طويلة دون محاسبة مرتكبي هذه الفظائع. حق الردع يجب أن ينتقل من الكلام إلى أفعال فعلية." 

ناج  آخر عبّر عن خيبة أمله قائلاً إن المجتمع الدولي لم يتحرك:
"نطالب فقط بأن يُعترف بالحدث ويُعرف من أمر ونفّذ، ونريد محاسبة هؤلاء." 

حقوقيون سوريون:

رائد الصالح، وزير الطوارئ و الدفاع المدني، وصف تحقيق العدالة بأنه عملية "معقّدة وتستغرق سنوات". وطالب المجتمع الدولي بـ آليات حقيقية لحماية الشهود الذين ما زالوا يملكون الأدلة. 

لماذا هذه الفعالية  مهمة؟

1. الفعل التضامني: التكبير عند الفجر لم يكن مجرد ذكرى شعائرية، بل رمز لصمود ووجع مجتمع لا يزال يُعاني.

2. شهادات مكثفة ومؤلمة: الناجون لم ينسوا مشاهد الموت وسقوط الأهالي في بيوتهم أثناء نومهم؛ وصوت الحق لا يزال يُطالب بمحاكمة الجناة.

3. المساءلة الدولية المفقودة: رغم التوثيق والبيانات، لم ترَ العدالة طريقها بعد، والأصوات الحقوقية تطالب بإجراءات فعلية، لا مجرد شعارات.