في خطوة تكشف عن تحول استراتيجي، لجأ النظام الإيراني إلى استخدام شبكات تهريب المخدرات كأداة لتعزيز نفوذه المتراجع في شرق سوريا، وخاصة في محافظة دير الزور، وفق تحقيق استقصائي نشره موقع تلفزيون سوريا. التحقيق يكشف عن تورط مباشر لعناصر الحرس الثوري الإيراني في تنظيم عمليات التهريب، بغطاء نسائي ومن خلال هويات سورية مزورة.
نساء في واجهة التهريب
تبرز شخصيات نسائية في صدارة الشبكات، من أبرزهن:
• زيبا عبد رضا إحسان، إيرانية تعمل بهوية مزورة باسم “هناء فاضل”، وتدير عمليات من مناطق قرب الحدود العراقية.
• سكينة، المعروفة باسم “سلمى الخالد”، وهي إيرانية ثانية تمتهن التهريب.
• شخصيات نسائية أخرى من جنسيات عربية، مثل: سارة عالمة، ناهد عبد الجبار، ديمة بركات، لمى المصري، وغيداء موسى اللبنانية، بالإضافة إلى زينب العراقية.
شبكات محلية تقودها النساء
في دير الزور، تدير “أم إبراهيم الجامعة”، شبكة تضم 30 عنصرًا معظمهم من النساء والطالبات الجامعيات، يُستغلن ماديًا لنقل وتوزيع المواد المخدرة. وفي البوكمال، تدير “عهود” مستودعًا رئيسيًا في قرية المراشدة، الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بمساعدة المدعو “صهيب” الملقب بـ”الصندوق”، وهو مسؤول مالي سابق في شبكة التهريب التابعة لحسن الغضبان.
طرق تهريب متطورة
تعتمد هذه الشبكات على وسائل تهريب غير تقليدية، من أبرزها:
• نفق أرضي متطور مزود بعربة على سكة حديدية ومصعد كهربائي، بارتفاع لا يتجاوز 125 سم.
• تنفيذ عمليات تهريب ضخمة، منها تهريب 5 ملايين حبة كبتاغون إلى مستودع “عهود” بقيادة القيادي فادي سليمان بهوية سورية مزورة.
• إدارة خطوط الإمداد عبر الحدود من قبل “علي راشد”، مستخدمًا هوية مزورة أيضًا.
أرقام مقلقة
منذ بداية عام 2025، تم تهريب:
• 7 ملايين حبة مخدر
• 27 كيلوغرامًا من المواد المخدرة، بينها بودرة ومعجون، ونوع جديد يُعرف بـ”كيف 6”
وتتم عمليات التسليم في نقاط محددة داخل الأحياء السكنية، أبرزها:
• حي الجورة قرب جامع الحسن والحسين
• حي الجامعة، حيث يُستغل طلاب الجامعات في عملية التوزيع
استراتيجية خطرة
يرى مراقبون أن طهران تسعى، من خلال هذه الشبكات، إلى تمويل أنشطة الحرس الثوري وخلق حالة من الاضطراب المجتمعي تُمكنها من فرض السيطرة على المجتمعات المحلية، خصوصًا في ظل تراجع نفوذها العسكري. الاعتماد على نساء بهويات مزورة، وعلى طلاب جامعيين في عملية التوزيع، يعكس تصميم النظام الإيراني على تجنيد كافة الأدوات المتاحة لإعادة ترسيخ حضوره.
دعوات للتحرك
التحقيق يُسلط الضوء على تهديد أمني متصاعد، يستدعي تحركًا محليًا ودوليًا عاجلًا لكبح هذه الشبكات، التي قد تُحوّل شرق سوريا إلى مركز لتجارة المخدرات المنظمة، في ظل صمت دولي متزايد أمام الأنشطة الإيرانية في المنطقة.