ذكرى شهداء مجاهدي خلق تُجدد روح المقاومة في وجه الاستبداد الإيراني

السوري اليوم
الثلاثاء, 22 أبريل - 2025
احتجاجات ضد النظام الإيراني في العاصمة واشنطن
احتجاجات ضد النظام الإيراني في العاصمة واشنطن

في 19 أبريل من كل عام، يستحضر الإيرانيون ذكرى إعدام مؤسسي منظمة مجاهدي خلق على يد نظام الشاه في عام 1972، كحدث مفصلي أسس لمقاومة شعبية ممتدة ضد الديكتاتورية. هذه التضحيات التي قدّمها نشطاء المنظمة، ولاحقًا رفاقهم في سجون الشاه ثم تحت نظام ولاية الفقيه، باتت تشكل رمزًا وطنيًا في مسار النضال الإيراني من أجل الحرية والعدالة.

ففي عام 1972، أُعدم أربعة من مؤسسي المنظمة – علي باكري، ناصر صادق، علي ميهندُست، ومحمد بازركاني – بعد تعرضهم لتعذيب شديد في سجون جهاز السافاك. وبعدها بثلاث سنوات، في 1975، تمت تصفية تسعة سجناء سياسيين بارزين، بينهم كاظم زولنوار ومصطفى جوان خوشدل من مجاهدي خلق، وبيجان جزني وحسن ضياء ظريفي من فدائيي خلق، في محاولة لإخماد جذوة المقاومة داخل السجون.

مناهضة مزدوجة للاستبداد

رغم سقوط نظام الشاه، لم تتوقف حملة القمع، بل انتقلت بأساليب جديدة إلى عهد الجمهورية الإسلامية. واستمر نضال مجاهدي خلق ضد ما يعتبرونه استبدادًا دينيًا قائمًا على قمع الحريات وتصفية المعارضين. وترى الحركة في شعارات مثل “لا للشاه ولا للملالي” تعبيرًا عن الوعي الشعبي المتزايد برفض العودة لأي من شكلي الاستبداد.

مشروع سياسي بديل

وتتبنى المقاومة الإيرانية، بقيادة مريم رجوي، مشروعًا سياسيًا يُطرح كبديل ديمقراطي، يتمثل في برنامج من عشرة بنود يدعو إلى إقامة جمهورية علمانية ديمقراطية، تكفل الحريات الأساسية، وتضمن الفصل بين الدين والدولة، وحقوق الأقليات. هذا المشروع يحظى بدعم دولي واسع، ويعد امتدادًا لتضحيات الشهداء الذين واجهوا القمع في العقود الماضية.

رفض محاولات إعادة تلميع نظام الشاه

وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة الإيرانية تحركات لبعض التيارات الملكية لإعادة طرح رموز نظام الشاه، يرفض عدد كبير من الإيرانيين محاولات تلميع وجوه متورطة في الانتهاكات السابقة، مثل برويز ثابتي، أحد كبار مسؤولي جهاز السافاك. وتؤكد قوى المعارضة أن استبدال استبداد بآخر لا يمثل تطلع الشعب إلى دولة ديمقراطية حقيقية.

امتداد المقاومة عبر الأجيال

وتؤكد وحدات المقاومة داخل إيران، المنبثقة عن مجاهدي خلق، أنها تستمد زخمها من تضحيات الشهداء، من خلال مواصلة الأنشطة الميدانية والاحتجاجات ونشر الوعي، رغم القمع الأمني المتصاعد. ويعتبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بحسب هذه الجهات، البديل السياسي الأكثر شرعية، استنادًا إلى إرث طويل من النضال ورفض الأنظمة الشمولية.

ذاكرة حية في مسار التغيير

مع إحياء ذكرى 19 أبريل، يرى كثيرون أن هذه المحطة لا تُجسد فقط تضحيات الماضي، بل تُعيد التأكيد على استمرارية النضال في سبيل بناء إيران جديدة، حرة، وديمقراطية. ويرى أنصار المقاومة أن دماء الشهداء لم تذهب سدى، بل أصبحت وقودًا لحركة تغيير لن تتوقف حتى تحقق أهدافها في إنهاء الاستبداد وتحقيق إرادة الشعب.