في مشهدٍ استثنائي حمل رمزية الانتصار وبشائر التعافي، رست صباح اليوم في ميناء اللاذقية أول باخرة محملة بالقمح قادمة من روسيا الاتحادية، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من استعادة السيادة الوطنية والتحكم بالموارد الحيوية بعد زوال النظام البائد وتحرير البلاد من سنوات من الفساد والحصار.
الباخرة التي تحمل على متنها نحو 26 ألف طن من القمح الطري، وصلت وسط مراسم استقبال رسمية وشعبية، بحضور وفد حكومي مؤقت ووجهاء من محافظة اللاذقية، وممثلين عن الدول الصديقة التي دعمت الشعب السوري في مسيرته نحو التحرر.
وقال المهندس خليل عبدالكريم، المدير العام للمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب، في تصريح لـ"سانا"، إن وصول هذه الشحنة يمثل "نقطة تحوّل استراتيجية في الأمن الغذائي"، مضيفاً أن "القمح سيُوزّع فوراً على المطاحن المركزية لضمان استمرار تدفق الخبز المدعوم للمواطنين دون انقطاع".
من جانبه، أوضح القائم بأعمال وزارة النقل أن "الموانئ السورية عادت للعمل بكامل طاقتها بعد سنوات من الإهمال والتجميد المتعمد"، مشيراً إلى أن "عودة الحركة التجارية والبحرية ستسهم في خفض أسعار المواد الأساسية وتخفيف الأعباء عن المواطنين".
وشدد محافظ اللاذقية على أن "هذه الباخرة ليست مجرد شحنة غذائية، بل هي عنوان لعودة الدولة واستعادة ثقة المواطن بدولته"، مؤكداً أن العمل جارٍ لتأهيل باقي البنى التحتية في قطاع النقل والتجارة.
ويُذكر أن هذه الشحنة تأتي ضمن اتفاقية تعاون اقتصادي بين الحكومة السورية الانتقالية والحلفاء الدوليين، وتشمل توريد دفعات منتظمة من القمح والوقود والمواد الأولية خلال الأشهر القادمة، في إطار خطة إنعاش الاقتصاد السوري وتحقيق الاستقرار المعيشي.
ويترقب السوريون بآمال كبيرة سلسلة الخطوات التالية التي ستعزز من استقرار الأسواق وتوفر فرص العمل، بالتوازي مع انطلاق ورش إعادة الإعمار ومأسسة العمل الإداري على أسس من النزاهة والكفاءة .