في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية، برزت مؤشرات متزايدة على توجه النظام الإيراني نحو استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، رغم الخطاب الرسمي المتشدد الذي لا يزال يطغى على منابر الجمعة.
وشهدت خطبة الجمعة بتاريخ 11 نيسان الجاري تباينات لافتة في مواقف كبار رجال الدين، ما عكس حجم الانقسام داخل المؤسسة الدينية والسياسية الإيرانية بشأن العودة إلى طاولة الحوار.
ففي مدينة مشهد، وصف أحمد علمالهدى، المعروف بقربه من التيار المتشدد، الاتفاق النووي لعام 2015 بأنه “لعنة”، متهماً الولايات المتحدة بـ”الوقاحة” في التنصل من التزاماتها، قائلاً: “تبادلوا الابتسامات، ثم مزقت أمريكا الاتفاق. يطالبوننا بالالتزام ولا ينفذون شيئاً”. بينما تبنى كاظم صديقي، خطيب جمعة طهران، لهجة مشابهة، مستشهداً بقول مؤسس النظام روح الله الخميني: “أمريكا ذئب يتربص بالخروف”، معتبراً أن العداء مع واشنطن “لا نهاية له”.
في المقابل، جاءت خطب أخرى أكثر توازناً. ففي همدان، دعا حبيبالله شعباني إلى تجنب الاستقطاب الداخلي، قائلاً: “تجربتنا مع برجام كانت مريرة، لكن ثقتنا في تدابير النظام ثابتة”. أما في شهرکرد، فاعتبر محمد علي فاطمي أن المفاوضات تمثل “انتصاراً تكتيكياً”، لافتاً إلى أن “أمريكا تراجعت، لا إيران”، وإن لم يخفِ التحديات التي تواجه البلاد.
ويرى مراقبون أن هذا التباين يعكس صراعاً داخلياً بين جناحين في النظام، أحدهما يرفض كلياً العودة إلى التفاوض، وآخر يسعى لتبريره أمام الرأي العام كخيار اضطراري فرضته العقوبات الدولية والتدهور الاقتصادي.
ويأتي هذا في وقت لم تُحسم فيه بعد إصدار التأشيرات للوفد الإيراني المتوقع مشاركته في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، في خطوة تُقرأ على نطاق واسع كإشارة على انفتاح دبلوماسي محتمل.