في تصعيد دراماتيكي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “مفاوضات مباشرة تجري مع النظام الإيراني”، مشيرًا إلى “اجتماع حاسم يوم السبت القادم”، ومضيفًا بتحذير شديد: “إذا فشلت المفاوضات، فإن إيران ستواجه خطرًا كبيرًا، لأن امتلاكها للسلاح النووي أمر غير مقبول.”
هذه التصريحات سلّطت الضوء على شرخ عميق داخل أروقة نظام الولي الفقيه، حيث تهاوت المواقف الصلبة وتحولت التصريحات من الرفض القاطع إلى صمت مرتبك، كشف هشاشة استراتيجية الحكم.
خامنئي: من التحريم إلى التراجع الصامت
في 8 فبراير، أطلق علي خامنئي موقفًا حاسمًا:
“التفاوض مع أمريكا غير عقلاني وغير شريف.”
لكن سرعان ما تغير الخطاب. ففي 7 أبريل، أعلن وزير الخارجية عباس عراقجي عبر منصة “إكس” أن “محادثات غير مباشرة رفيعة ستُعقد في سلطنة عمان يوم السبت”.
هذا التبدل المفاجئ فجّر موجة صراع داخلي وفتح باب الأسئلة حول من يملك القرار الحقيقي في طهران.
داخل البرلمان: ساحة صراع
في 9 أبريل، انفجرت قاعة مجلس الشورى الإيراني بنقاشات محتدمة.
• صباغيان بافقي حذر:
“المؤمن لا يُلدغ مرتين. هل نعيد تجربة تركمنچاي؟”
• النائب أحمدي صرخ:
“كيف نتفاوض مع من قتل سليماني؟”
• فيما حذر نائب محافظ قائلاً:
“العدو يقول: استسلام أو حرب. من لا يرى ذلك فهو أعمى.”
هذه التصريحات عكست انقسامًا حادًا بين جناح متمسك بالتصعيد وآخر يسعى لمخرج تفاوضي بأي ثمن.
إعلام النظام: ارتباك وخوف
الإعلام الإيراني لم يكن أقل ارتباكًا.
• قناة “جريان” ذكّرت بمصير القذافي.
• بينما دافعت المتحدثة مهاجراني:
“نخوض مفاوضات عقلانية بحكمة.”
• موقع “فرارو” حذر من آلية الزناد المقرر تفعيلها في أغسطس.
• و”دنياي اقتصاد” نبّهت إلى أن الفشل يعني عقوبات ساحقة.
أما الدبلوماسي فريدون مجلسی فعبّر عن مرارة الموقف:
“أفسدنا الاتفاق النووي… والآن نحلم بالعودة إليه.”
مأزق لا يُحسد عليه
النظام الإيراني يقف أمام خيارين أحلاهما مر:
• الرفض يؤدي إلى عزلة خانقة وانهيار اقتصادي.
• القبول بالمفاوضات يُنظر إليه كتنازل وخيانة لخطاب الثورة.
خامنئي وحكومته محاصران بين هاجس تكرار سيناريو القذافي وضغط الواقع الذي يدفعهم نحو تسوية قد تقوّض شرعية النظام نفسه.
خاتمة: لحظة الحقيقة
السبت القادم قد يكون مفصلًا في تاريخ النظام الإيراني.
هل يختار المواجهة أم يرضخ للتسوية؟
في الحالتين، أزمة الداخل لم تعد خافية، والمأزق أعمق من مجرد مفاوضات… إنها لحظة اختبار لوهم الوحدة.