قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لرويترز يوم الجمعة إن تركيا لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا، لكنه أوضح أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية تقوض قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من مصادر التهديد.
وفي مقابلة على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، قال فيدان إن تصرفات إسرائيل تؤجج عدم الاستقرار في المنطقة من خلال استهداف سوريا. وتُعد إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع حليفا وثيقا لتركيا.
وأضاف “لا نريد أن نرى أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا لأن سوريا ملك للسوريين”.
وبرزت تركيا، التي تشترك مع سوريا في حدود طولها 911 كيلومترا، باعتبارها أحد أهم الحلفاء للحكومة الإسلامية الجديدة في سوريا. ودعمت أنقرة المعارضة لسنوات في قتالها للإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. وتشكل المعارضة السابقة الآن الجزء الأكبر من الحكومة الجديدة.
وتتهم إسرائيل تركيا بمحاولة تحويل سوريا إلى محمية تركية.
وردا على سؤال عما إذا كانت خطط تركيا لإبرام اتفاق دفاع مشترك مع سوريا تدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها على قواعد عسكرية سورية، قال فيدان إن أنقرة تعمل مع شركائها في المنطقة لتشكيل منصة مشتركة مع سوريا لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية ومحاربة التهديدات المشتركة، ومنها جماعة حزب العمال الكردستاني المحظورة.
وقال فيدان إن تقويض هذا الجهد يهدد بجر المنطقة بأكملها إلى الفوضى مرة أخرى.
ووجهت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب هجماتها المستمرة على غزة منذ عام 2023، وقالت إنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتقدمت بطلب للانضمام إلى دعوى مرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وأوقفت جميع أشكال التجارة معها.
وتنفي إسرائيل اتهامها بممارسة الإبادة الجماعية.
وامتد العداء بين القوتين الإقليميتين إلى سوريا التي تقصفها القوات الإسرائيلية منذ أسابيع مع تولي الإدارة الجديدة السلطة في دمشق. وتصف تركيا الضربات الإسرائيلية بأنها تعد على الأراضي السورية، بينما تقول إسرائيل إنها لن تسمح بوجود قوات معادية في سوريا.
وقال فيدان إن تركيا لا تريد أن يستغل تنظيم الدولة الإسلامية أو جماعة حزب العمال الكردستاني المحظورة “غياب القوات النظامية أو غياب القدرات العسكرية بعض الشيء” في سوريا خلال هذه “الفترة الانتقالية”.
وأضاف “للأسف، تقضي إسرائيل على كل هذه القدرات، واحدة تلو الأخرى، التي يمكن أن تستخدمها الدولة الجديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وفي (صد) هجمات وتهديدات إرهابية أخرى”.
وذكر فيدان أنه إذا كانت الإدارة الجديدة في دمشق ترغب في التوصل إلى “تفاهمات معينة” مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص.
وتتعهد تركيا بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدءا من البنية التحتية إلى مؤسسات الدولة، وتقدم لدمشق الدعم السياسي في المحافل الدولية، وتدعو إلى رفع العقوبات الغربية عنها بالكامل لبدء جهود إعادة الإعمار، كما رحبت بتشكيل حكومة انتقالية