أعلن رئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة، أنس خطاب، عن قرار تاريخي يقضي بإعادة تشكيل المؤسسة الأمنية في البلاد بشكل كامل. وبحسب تصريحات خطاب التي نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فإن هذه الخطوة تهدف إلى طي صفحة الماضي المؤلم الذي شهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد الأجهزة الأمنية للنظام السابق، وإرساء أسس جديدة لمؤسسة أمنية تخدم الشعب وتحمي حقوقه.
يُعد الإعلان عن إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية في سوريا، الذي أدلى به أنس خطاب يوم السبت 28 ديسمبر/كانون الأول 2024، الخطوة الأبرز في مسيرة إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وفي تصريحات له، أوضح خطاب أن الشعب السوري عانى طويلًا من ظلم وتسلط النظام السابق عبر أجهزته الأمنية التي "عاثت في الأرض فسادًا وأذاقت الشعب المآسي والجراح"، على حد تعبيره. وأشار إلى أن الأفرع الأمنية المتعددة التابعة للنظام السابق، ورغم اختلاف أسمائها وتبعياتها، إلا أنها اشتركت جميعًا في أنها "سلطت على رقاب الشعب المكلوم لأكثر من 5 عقود من الزمن".
وجاءت هذه التصريحات بعد يومين من إعلان الإدارة السورية الجديدة عن تعيين أنس خطاب رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة في البلاد، وهي خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل مرحلة جديدة في مسيرة إعادة هيكلة الدولة السورية. وقد لفت تعيين خطاب الانتباه، خاصة وأن الرجل كان له دور بارز في هيئة تحرير الشام التي انطلقت من محافظة إدلب وقادت تحالفا للفصائل العسكرية التي زحفت باتجاه العاصمة.
لطالما شكلت الأجهزة الأمنية في سوريا، منذ استيلاء حزب البعث على السلطة في ستينيات القرن الماضي، أداة قمع واستبداد بيد النظام الحاكم. فخلال فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجله بشار، أحكمت هذه الأجهزة قبضتها على مفاصل الحياة في البلاد، ومارست صنوفًا من الانتهاكات بحق المواطنين، من اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل خارج القانون. وتنوعت الأفرع الأمنية وتعددت أسماؤها وتبعياتها، إلا أنها اشتركت جميعًا في قمع الحريات وتكميم الأفواه، وفقًا لتقارير حقوقية محلية ودولية. وقد أدى هذا القمع إلى تفاقم حالة الاحتقان الشعبي، التي انفجرت في ثورة عام 2011، التي تحولت فيما بعد إلى صراع مسلح مدمر.
ووعد خطاب الشعب السوري، بأن جهاز الاستخبارات الجديد "لن يدخر جهدًا في سبيل حفظ أمنهم ورعاية حقوقهم على أكمل وجه". وأكد أيضًا أن الجهاز سيقف في وجه "العابثين والمجرمين الذين يحاولون ليل نهار النيل مما وصلنا إليه"، في إشارة إلى التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة في فرض الأمن والاستقرار. وأكد خطاب، "سيعاد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد بعد حل كافة الأفرع الأمنية وإعادة هيكلتها بصورة تليق بشعبنا وتضحياته وتاريخه العريق في بناء الأمم"
وبحسب ما ذكر موقع "تلفزيون سوريا"، فإن أنس خطاب من مواليد 1987، وينحدر من مدينة جيرود بريف دمشق، وكان له دور بارز في هيئة تحرير الشام.