شهدت جامعة خواجه نصير في طهران، صباح اليوم، مظاهرة احتجاجية كبيرة لطلابها تخللها إضراب عن الدروس تنديدًا بوفاة زميلهم أمير مهدي جكيني، طالب الكيمياء، في ظروف وُصفت بالإهمال الجسيم من قِبل إدارة الأمن الجامعي. ورفع الطلاب شعارات قوية مثل "يموت الطالب ولا يقبل الإذلال"، و"أيها المسؤول غير الكفء، استقل"، معبرين عن غضبهم تجاه الحادثة وما اعتبروه عدم كفاءة السلطات الجامعية في حماية الطلاب والاستجابة لحالات الطوارئ.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى الليلة الماضية، حيث تعرض جكيني لإصابات بالغة بعد سقوطه من الطابق الثالث في المهجع. لكن مع تعذر وصول سيارة الإسعاف بشكل سريع، تأخر نقله إلى المستشفى. ورغم مناشدات الطلاب بفتح بوابة المهجع لتتمكن سيارة الإسعاف من الدخول، تجاهلت الإدارة نداءاتهم. ونتيجة لهذا التأخير، اضطر الطلاب إلى كسر الباب بأنفسهم ونقل زميلهم المصاب إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة عند وصوله.
وطالب الطلاب بمحاسبة جميع المسؤولين عن هذه المأساة، وعلى رأسهم محمد شيربيكي، رئيس أمن الجامعة، وحسين مهدوي مقدم، رئيس المهجع، محملين إياهم، إلى جانب رئيس الجامعة ووزير العلوم، مسؤولية وفاة زميلهم. ورفع المحتجون شعارات مثل "أيها المسؤول غير الكفء، استقل" و"مهدوي، اخجل واترك الجامعة"، في إشارة إلى تحميلهم المسؤولية عن هذا الإهمال الواضح.
ويعبر الطلاب عن استيائهم من التوجه الأمني المسيطر على إدارة الجامعات الإيرانية، حيث تنتشر القوات الأمنية التابعة لبيت خامنئي وقوات الحرس الثوري داخل الحرم الجامعي، مع إعطاء الأولوية لقمع أي احتجاجات طلابية محتملة، وتحويل الجامعات إلى مراكز أمنية مشددة، على حساب سلامة ورفاهية الطلاب.
يعتبر هذا التجمع الاحتجاجي أحدث دليل على تصاعد الغضب والاستياء داخل الأوساط الطلابية في إيران، وسط توترات متزايدة بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على كافة نواحي الحياة الجامعية، ويتوقع مراقبون أن تزداد وتيرة الاحتجاجات الطلابية ما لم تتخذ السلطات خطوات ملموسة لضمان سلامة الطلاب وحقوقهم.