أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت يوم الثلاثاء، مشيرا إلى “أزمة ثقة” وعين بدلا منه حليفه الوثيق يسرائيل كاتس لقيادة الحرب في كل من غزة ولبنان.
ويواجه نتنياهو انتقادات بمنحه الأمور السياسية أولوية على الأمن القومي في وقت تستعد فيه إسرائيل لرد إيراني محتمل على غارات جوية شنتها في 26 أكتوبر تشرين الأول على إيران.
وبعد إقالة جالانت، قالت الشرطة إن متظاهرين في إسرائيل أغلقوا طرقا سريعة وأشعلوا النيران على الطرق.
وعين نتنياهو جدعون ساعر وزيرا للخارجية خلفا لكاتس.
وقعت صدامات بين جالانت ونتنياهو، وكلاهما من حزب ليكود اليميني، على مدار شهور بسبب خلافات على أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 13 شهرا في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). لكن توقيت إقالة جالانت كان مفاجئا، وجاء في الوقت الذي تجري فيه حليفة إسرائيل الولايات المتحدة انتخاباتها الرئاسية.
ودخلت حملتا إسرائيل في كل من غزة ولبنان مراحل جديدة في أعقاب مقتل كبار القادة في حماس وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة.
وقال نتنياهو إن جالانت أدلى بتصريحات “تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات مجلس الوزراء”. وردا على ذلك، قال جالانت “أمن دولة إسرائيل كان وسيظل دائما مهمتي في الحياة”.
وتعهد كاتس بإعادة الرهائن من غزة وتدمير حماس وحزب الله.
وقال كاتس على منصة التواصل الاجتماعي إكس إنه سيتعامل مع دوره الجديد “بإحساس بالرسالة والخوف المقدس على أمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وبينما كان وزيرا للخارجية، منع كاتس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الشهر الماضي من دخول إسرائيل بسبب ما وصفه بعدم إدانة الهجوم الصاروخي الإيراني والسلوك المعادي للسامية وإسرائيل. وفي سبتمبر أيلول، رفض مقترحات من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار 21 يوما في لبنان.
وفي سبتمبر أيلول أيضا، ظهرت تقارير تفيد بأن نتنياهو كان يفكر في إقالة جالانت تحت ضغط من شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف.
وتعتقد جاييل تالشير المتخصصة في السياسات الإسرائيلية بالجامعة العبرية في القدس أن الورقة الأخيرة بالنسبة لنتنياهو كانت هذا الأسبوع عندما أصدر جالانت سبعة آلاف إشعار تجنيد للرجال من الحريديم، مما أثار غضب من يعارضون تجنيدهم داخل الحكومة.
وأشاد إيتمار بن جفير، الوزير اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية، بقرار يوم الثلاثاء، قائلا إن جالانت ما زال “محاصرا بشدة في مفهوم” مفاده أنه “لا يمكن تحقيق انتصار تام”.
لكن يائير لابيد، وهو أحد زعماء المعارضة، قال على منصة إكس إن “إقالة جالانت في خضم الحرب عمل جنوني”.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن جالانت كان شريكا مهما وإن البيت الأبيض سيواصل التعاون مع كاتس.
وصل جالانت إلى رتبة جنرال خلال مسيرة عسكرية استمرت 35 عاما.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في وقت لاحق يوم الأربعاء، بعد يوم من الانتخابات الامريكية للضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات دبلوماسية لإنهاء الصراعين في غزة ولبنان.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في شمال قطاع غزة ونفذ ضربات قالت وكالة الأنباء الفلسطينية ومسعفون إنها أسقطت 35 قتيلا على الأقل منذ ليل الاثنين.
وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ يوم الأحد إن العمليات البرية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تركت الفلسطينيين “بدون الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وأجبرتهم على الفرار بحثا عن الأمان عدة مرات، وقطعت طرق الهروب والإمداد”.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) ووسائل إعلام تابعة لحماس أن غارة جوية دمرت منزلين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة تسببت في مقتل 20 شخصا على الأقل في ساعة متأخرة من مساء الاثنين.
وقال مسعفون إن 10 آخرين قتلوا في القطاع، منهم ستة في غارتين جويتين منفصلتين على مدينة غزة ودير البلح وأربعة في بلدة الزوايدة بوسط قطاع غزة حوالي منتصف ليل الاثنين.
وقال مسعفون في وقت لاحق من يوم الثلاثاء إن خمسة آخرين على الأقل قتلوا في قصف إسرائيلي لمنزل في جباليا شمالي مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات “قضت على إرهابيين” في وسط قطاع غزة ومنطقة جباليا دون تقديم تفاصيل. وأضاف أن القوات الإسرائيلية عثرت أيضا على أسلحة ومتفجرات خلال يوم الثلاثاء في منطقة رفح بجنوب القطاع، حيث تم القضاء على “مواقع بنية تحتية للإرهاب”.
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات على بيت لاهيا تأمر السكان الذين لم يغادروا منازلهم وملاجئ مؤقتة تؤوي عائلات نازحة بإخلاء البلدة بشكل كامل.
وجاء في المنشور المكتوب باللغة العربية وحمل عنوان (انهيار جباليا) “إلى كل من لا زال في المكان وفي المأوى، أنتم تعرضون حياتكم للخطر! من أجل سلامتكم، تحركوا فورا جنوبا”.
وقال فلسطينيون إن الهجمات الجديدة والأوامر الإسرائيلية للسكان بالإخلاء تهدف إلى إفراغ بلدتين في شمال قطاع غزة ومخيم للاجئين من أجل إنشاء مناطق عازلة.
وتقول إسرائيل إن عمليات الإخلاء هدفها إبعاد المدنيين عن الأذى في الوقت الذي تقاتل فيه مسلحي حماس.
تقول السلطات في قطاع غزة إن أكثر من 43300 فلسطيني قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام وأدت أيضا إلى تدمير أغلب مناطق القطاع.