أبو محمد موهبة فنية قلما تجد مثلها في منطقة جبل الزاوية في ظل ظروف الحرب والدمار والتهجير والتشرد التي يعيشها الناس.
رغم تجاوز أبو محمد سنواته السبعين، إلا أنه يصر على رفقة نايه في كل الأماكن التي يتنقل إليها، وبالتحديد أثناء رعيه الماعز والأغنام.
أبو محمد يتقن كل فنون العزف على الناي بمقاماتها السبع المشهورة، وقد أكسبته سنواته السبعين خبرة قل نظيرها في الشمال السوري بالعزف على الناي بألحان شجية مليئة بالحنين إلى أيام جميلة هادئة لم يعد لها وجود في المنطقة.
خبرة أبو محمد لم تقتصر على العزف أيضًا، بل تجاوزتها إلى إتقان طريقة صنع الناي وصيانتها بشكل يحافظ على جودتها وعذوبة أنغامها، سواء كانت الناي مصنوعة من البلاستيك أو أعواد الخشب أو حتى من بعض المعادن.
ولعل ألحان أبو محمد أصبحت علامة فارقة، ولا سيما في براري وجبال منطقته، حيث لا يروق له العزف إلا أثناء رعيه للقطيع ليبدع ألحانًا تترك أثرًا في كل من يسمعها.
أبو محمد يؤكد أنه لا شيء قادر على إيقاف أنغامه، وأنها ستبقى تملأ الحقول والبراري ما دام حيًا فيها، وأنه سيعمل على تعليم عزف الناي لكل من يرغب في ذلك.