شنّ الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع متعددة في لبنان، مستهدفاً فروع مؤسسة “القرض الحسن”، وهي جمعية مالية مرتبطة بحزب الله. وتعمل الجمعية في تقديم القروض والخدمات المالية للمدنيين في عدة مناطق، خصوصاً في ظل الفوضى التي يشهدها القطاع المصرفي التقليدي في لبنان. وتقع العديد من فروع المؤسسة في الطوابق الأرضية من المباني السكنية.
حذرت إسرائيل السكان القريبين من فروع “القرض الحسن” بضرورة إخلاء منازلهم، ما دفع الكثيرين للفرار خوفاً من الضربات. وفي بيان صدر قبيل الهجمات، صرح الأدميرال البحري دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن النظام المالي البديل “يُستخدم لتمويل أنشطة حزب الله الإرهابية”. ووضعت الولايات المتحدة “القرض الحسن” تحت العقوبات في عام 2007، باعتبارها الذراع المصرفية الفعلية لحزب الله.
وتأتي هذه الضربات بعد يوم من استهداف طائرات إسرائيلية معقلًا لحزب الله قرب العاصمة اللبنانية بيروت، عقب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام طائرة مسيّرة.
وفي سياق متصل، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، حيث أدت غارة جوية كبيرة في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، إلى مقتل وإصابة العشرات. وأفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 87 شخصاً على الأقل أو فقدانهم تحت الأنقاض، فيما أُصيب أكثر من 40 آخرين. لا يزال البحث جارياً عن ناجين، في ظل تواصل العمليات الجوية الإسرائيلية.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقاً مباشراً على تفاصيل الهجمات في غزة، لكنه أكد أنه يعمل على تقليل الأضرار المدنية قدر المستطاع، داعياً المدنيين إلى إخلاء المناطق المستهدفة مسبقاً. ورغم دعوات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لخفض الغارات على بيروت ومحيطها، أكد الجيش الإسرائيلي استمراره في العمليات العسكرية لحماية أمنه.
التوترات بين إسرائيل وحزب الله تتصاعد بشكل خطير، حيث أطلق حزب الله حوالي 160 صاروخاً وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل حتى مساء الأحد. وردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على عدة مناطق في لبنان وقطاع غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، وسط تحذيرات دولية من تصاعد العنف.