استؤنفت الأربعاء الرحلات الجوية التجارية المنتظمة بين سوريا والسعودية لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، في خطوة تثير جدلاً واسعاً حول تطبيع العلاقات مع النظام السوري. جاء ذلك وفقاً لما نقلته فضائية «سكاي نيوز عربية» عن وسائل إعلام رسمية من النظام السوري.
خلفية الانقطاع
انقطعت العلاقات بين سوريا والسعودية في عام 2012 نتيجة حملة القمع الوحشية التي شنها النظام السوري ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا ضد النظام إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.
عودة العلاقات الدبلوماسية المثيرة للجدل
على الرغم من استمرار الانتهاكات وجرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام السوري، أعادت معظم الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، التي تم قبولها مجدداً في جامعة الدول العربية العام الماضي. هذه الخطوة تثير تساؤلات حول مدى التزام هذه الدول بمبادئ حقوق الإنسان.
تصريحات رسمية مشوبة بالانتقادات
قال سفير النظام السوري لدى السعودية، أيمن سوسان، إن استئناف الرحلات الجوية يمثل خطوة إضافية في عملية تنمية العلاقات بين البلدين، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء النظام الرسمية «سانا».
الرحلات المباشرة للحج كمقدمة للتطبيع
في أيار الماضي، سافر حجاج سوريون على متن رحلة طيران مباشرة إلى السعودية لأداء مناسك الحج، لكن رحلة الخطوط السورية إلى الرياض يوم الأربعاء تمثل عودة للرحلات الجوية التجارية المنتظمة، مما يثير قلق المعارضين الذين يرون في ذلك خطوة نحو تطبيع العلاقات مع نظام متهم بارتكاب جرائم حرب.
الوضع الراهن في سوريا
تستمر الحرب السورية منذ 13 عاماً وقد وصلت إلى نقطة جمود. بينما استعاد النظام السوري السيطرة على معظم الأراضي بفضل دعم حلفائه، يظل شمال غرب البلاد تحت سيطرة مجموعات معارضة، وتسيطر القوات الكردية على شمال شرق سوريا. هذه الأوضاع تعكس تعقيد المشهد السوري واستمرار المعاناة للشعب السوري.
نقد التطبيع
يرى المعارضون أن عودة العلاقات مع النظام السوري تتجاهل معاناة الملايين من السوريين وتساهم في إضفاء الشرعية على نظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية. استئناف الرحلات الجوية يعتبر خطوة رمزية تعكس التوجه نحو تطبيع العلاقات، وهو ما قد يقوض الجهود الدولية لمحاسبة النظام السوري على انتهاكاته.