توسعت التعبئة الطالبية داخل جامعات في عدد من الدول تضامنا مع قطاع غزة، وشملت جمهورية أيرلندا وكندا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وسويسرا والمكسيك، وشهد عدد من جامعات تلك الدول اعتصامات وتحركات تطالب بوقف العدوان على القطاع المحاصر وسط تحذيرات من اتساع دائرة الاحتجاجات الطلابية خصوصا في ألمانيا بالاضافة الى طوفان الجامعات الامريكية المطالبة بايقاف الحرب على غزة
في كندا واصل عشرات من الطلاب في "جامعة تورنتو" اليوم السبت اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي لمطالبة الجامعة بإنهاء كل أشكال العلاقات مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل. وأبلغت الجامعة الطلاب المعتصمين أن إقامة اعتصام دائم غير مسموح به.
واحتج نحو 150 شخصا أمس الجمعة ضد الحرب في جامعة هومبولت بالعاصمة الألمانية برلين، في حين أعرب مفوض الحكومة الألمانية لـ"مكافحة معاداة السامية" فيليكس كلاين عن مخاوفه من "تصاعد الحملات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا".
وقال كلاين، في تصريحات صحفية اليوم السبت، "أتابع بقلق بالغ الأجواء العدوانية المناهضة لإسرائيل في الجامعات الألمانية، وهي أيضا ذات دوافع معادية للسامية، لم نصل إلى الأبعاد التي يرثى لها في الولايات المتحدة، لكن تبني موقف معاد للسامية أصبح منتشرا للأسف على نطاق واسع ويمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى تصعيد".
ودعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك فاتسينغر الجامعات في ألمانيا إلى "اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية"، معتبرة أن "مدى الكراهية ضد إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق"، ومضيفة أن "التجاوزات الضخمة التي وقعت الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا".
في حين حذر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوزيف شوستر من أن الاحتجاجات مثل تلك التي تشهدها الولايات المتحدة "يمكن أن تنتقل أيضا إلى الجامعات الألمانية". وقال "أكبر ما يقلقني هو أن الظروف التي نراها في الولايات المتحدة ستظهر أيضا في ألمانيا، حيث إن العديد من المجموعات مترابطة على المستوى الدولي".
وتدخلت الشرطة الفرنسية لفض تجمع لناشطين مؤيدين للفلسطينيين بمعهد العلوم السياسية العريق في العاصمة باريس أمس الجمعة، وأخرجت عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين يحتلون بعض أرجاء المعهد منذ الخميس الماضي.
وقالت إحدى طالبات معهد "ساينس بو"، في تصريحات للصحافيين، إن " 50 طالبا كانوا لا يزالون في المكان" مع بدء دخول قوات إنفاذ القانون إلى المبنى، بعد نحو أسبوع من بدء تحركات طلابية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مشابهة لتحركات شهدتها أحرام جامعية في دول عدة أبرزها الولايات المتحدة.
وأكدت الحكومة الفرنسية أن "الحزم كامل وسيبقى كاملا"، مع تدخل الشرطة لفض اعتصام مؤيد للفلسطينيين في معهد العلوم السياسية بباريس.
كذلك أخرجت الشرطة طلابا من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
احتلّ نحو مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين أول أمس الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال تجمع دعمًا للقضية الفلسطينية في البانثيون أمس الجمعة في باريس، شارك فيه شبان ونواب من اليسار، قال زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون "أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا".
وفي بريطانيا تقدمت إدارة "جامعة مانشستر" في لندن ببلاغ إلى شرطة المدينة ضد الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي لليوم الرابع على التوالي، بعد أن سلمت إدارة الجامعة مذكرة للطلاب المعتصمين تبلغهم فيها أن أحد هتافات الطلاب في مظاهراتهم يبث الفرقة.
وعبّر الطلبة عن تصميمهم على الاستمرار في اعتصامهم حتى تستجيب إدارة الجامعة لمطالبهم، وأبرزها قطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع المؤسسات الإسرائيلية والشركات التي تمد إسرائيل بالسلاح.
في غضون ذلك، أعلن طلبة في جامعة "غولدسميث" في لندن رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة أن إدارة الجامعة أذعنت لشروطهم من أجل وقف احتجاجاتهم داخل الحرم الجامعي.
وأضاف هؤلاء الطلاب "بعد 6 أشهر من الاحتجاجات، وافقت إدارة الجامعة على أحد أهم مطالب الطلبة بتقديم أول منحة من نوعها في جامعة بريطانية للطلبة الفلسطينيين، فضلا عن تبني سياسة استثمارية جديدة أكثر أخلاقية، والاستماع إلى الأدلة المتعلقة بتواطؤ الجامعة مع إسرائيل".
ونصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو خياما أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلة"، كبرى جامعات البلاد، احتجاجا على استمرار الحرب على غزة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية، ورددوا شعارات بينها "عاشت فلسطين حرّة"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!". ورفع المحتجون مطالب عدّة بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل
وفي استراليا يخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ 10 أيام قبالة جامعة سيدني، وتجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج ظل سلميا، رغم بعض الجدالات المتوترة.