درعا الصامدة: الثورة مستمرة

السوري اليوم - متابعات
الجمعة, 19 مارس - 2021
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يرى الكثير من السوريين أن الانطلاقة الفعلية لـ"ثورتهم" كانت بتاريخ 18 آذار (مارس) من العام 2011 عندم انطلقت تظاهرات شعبية في ذلك اليوم بمدينة درعا، عقب رفض النظام إطلاق سراح أطفال كانوا قد كتبوا على جدار مدرستهم عبارات مناوئة لرأس النظام بشار الأسد. وقد أدى قرار السلطات في دمشق بسحق الاحتجاجات السلمية في بدايتها إلى تحول الاحتجاجات السورية إلى حرب دامية شاركت فيها أطراف إقليمية ودولية وأسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتسبب في نزوح نصف السكان.

صامدة رغم سيطرة النظام

ورغم تمكن النظام من السيطرة على محافظة درعا جنوبي البلاد عقب اتفاقات تسوية بإشراف روسي، غير أنها لا تزال تشهد تصاعدا في الاحتجاجات والانفلات الأمني ومعارك واشتباكات بين فصائل محلية (المعارضة سابقا) وقوات النظام وحلفاؤها مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين حتى الآن. الناشط، أحمد المسالمة، الذي ساعد في تنظيم الاحتجاجات في درعا قبل عقد من الزمن، والذي يعيش الآن في منفاه في الأردن يقول: "لا يزال الشباب داخل سوريا يعيشون في حالة من اليأس. سوف نستثمر هذا اليأس لإعادة إطلاق الثورة مرة أخرى".

مجزرة حماة تتكرر في أكثر من مدينة

منذ اليوم الأول للانتفاضة، اعتاد أحمد المسالمة التوجه إلى الجامع العمري في درعا لتنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة في وسط درعا، وقد كان في المسجد العمري في ذلك اليوم الدموي (18 مارس)، عندما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة 20 آخرين على الأقل، ليكونوا أول ضحايا الصراع الذي دخل عامه الحادي عشر. وأوضح المسالمة أنه كان يتوقع وقوع أعمال عنف، لكنه ظن أن قوات الأمن ستكتفي بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ظنا منه أن بشار الأسد لن يكرر المجازر التي ارتكبها والده حافظ الأسد في حماة في العام 1982. وأضاف المسالمة الذي كان يبلغ من العمر 35 عاما عند اندلاع الأحداث: "كنا نعتقد أن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وأن بشار لن يجرؤ على فعل ما أقدم عليه أبيه.. لم نتوقع أن يصل مستوى القتل والوحشية والكراهية للشعب إلى هذه المستويات".

النظام يؤجج مشاعر الكراهية

غذت شراسة الحرب والعنف مشاعر الكراهية في المحافظة ذات الأغلبية السنية، إذ يقول نضال العمري المقيم حاليا في ألمانيا بعد حصوله على اللجوء هناك، وكان العمري قد ترك دراسته الجامعية في آذار (مارس) 2011 وأنشأ مركزًا إعلاميًا في درعا لينقل صور الاحتجاجات إلى العالم، قبل أن تعتقله قوات النظام ويتعرض لتعذيب وحشي لمدة أربعة أشهر، قبل أن ينجح في مغادرة البلاد. وأكد أنه لم ير عائلته منذ 10 سنوات، مظهرا وشما على ذراعه يحمل تاريخ 18 مارس (ذكرى انطلاقة الاحتجاجات في درعا)، قبل أن يضيف: “نحن نعيش ولكننا ميتون في دواخلنا”.