عقد المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في مقرّه الدوحة، مؤتمراً صحافياً لإعلان نتائج المؤشر العربي 2022، تولى خلاله المدير التنفيذي للمركز الدكتور محمد المصري شرح النتائج، حيث غطى الاستطلاع 14 بلداً عربياً، هي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعودية، والكويت، وقطر؛ بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث شارك في تنفيذه 945 باحثًا وباحثة، واستغرق العمل عليه أكثر من 72 ألف ساعة.
أهم نتائج المؤشر حول الأوضاع العامّة انقسم الرأي العام فيها حول تقييم الاتجاه الذي تسير فيه بلدانهم، إذ أفاد 52% أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ، في حين رأى 42% أنها تسير نحو الاتجاه الصحيح، أما حول الأوضاع الاقتصادية لمواطني المنطقة العربية قال 42% إنّ دخول أسرهم تغطّي نفقات احتياجاتهم الأساسية، وأفاد 28% من المستجيبين أنّ أسرهم تعيش في حالة حاجةٍ وعوز؛ باستثناء مستجيبي بلدان الخليج، فإن أغلبية مواطني البلدان العربية يقعون ضمن أسر "الكفاف".
أما على صعيد رؤية المواطنين لمدى تطبيق دولهم للقانون بالتساوي، أفاد 34% أنّ دولهم تطبّق القانون بالتساوي بين المواطنين، بينما رأى 39% أنّها تطبّق القانون ولكنها تحابي بعض الفئات خسب المصلحة، وقال 24% أنّ دولهم لا تطبق القانون بالتساوي على الإطلاق، أما موقف المستطلعين من الديمقراطية فأظهرت النتائج أن 72% من المستجيبين عبروا عن تأييدهم النظامَ الديمقراطي، مقابل 19% معارضين له,
وكان الرأي العام حول الربيع العربي منقسم نحو تقييم الثورات عام 2011، حيث أفاد 46% أن الثورات والاحتجاجات الشعبية كانت إيجابية، في حين أفاد 39% أنها أمرٌ سلبي، وسُجّلت أعلى نسب التقييم الإيجابي لثورات الربيع العربي في الكويت (76%) ومصر (73%)، حيث رأى المستجيبون أن أسباب اندلاع الاحتجاجات الشعبية هو الفساد، والوضع الاقتصادي السيئ، ومن أجل التحول إلى الديمقراطية، وإزاحة الأنظمة السلطوية، انقسم الرأي العامّ العربي بين متفائل ومتشائم نحو واقع الثورات ومستقبلها؛ إذ أفاد 40% منهم أنّها تمرّ بمرحلة تعثّر، إلّا أنّها ستحقق أهدافها في نهاية المطاف، بمقابل 39% يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وأنّ الأنظمة السابقة عادت إلى الحكم.
أما مفهوم التدين بالنسبة للمستطلعين، أظهرت النتائج أنّ مواطني المنطقة العربية منقسمون إلى ثلاث كتل؛ 61% وصفت نفسها بأنها متديّنة، أما الكتلة الثانية 24% أفادوا أنهم "متدينون جدًّا"، بينما قال 11% إنهم "غير متديّنين".
وكانت أعلى نسبة مؤيدة في المؤشر العربي حول فصل الدين عن السياسة في لبنان والعراق، أما الرافضين كانو في موريتانيا وقطر، أما في إطار التعرف إلى آراء المستجيبين في القضية الفلسطينية، عبّر 76% عن أن "القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعًا"، وتُظهر النتائج أنّ آراء المواطنين الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل لا تنطلق من مواقف ثقافية أو دينية. ومن الجدير بالذكر أن الرأي العام بحسب أقاليم المنطقة العربية مُجْمع بنسب متقاربة، على رفض الاعتراف بإسرائيل، وقضايا أخرى مهمة تناولها المؤشر العربي تناولت الثقة بالأخبار المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتتماعي وخطرها على الأطفال والثقة بما ينشره المشاهير عبر هذه المنصات وغيرها من المواضيع الهامة.
يُذكر أن المؤشر العربي هو استطلاع دوري حافظ المركز العربي للدراسات على تنفيذه منذ عام 2011، الذي استمر على تنفيذ استطلاع الضخم، إضافةً إلى تعدد موضوعاته، ما جعل بياناته مصدرًا مهمًا للمؤسسات البحثية العربية والدولية، وللأكاديميين والخبراء.
يُعدّ الاستطلاع في دورته الثامنة أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربية
تُعرض نتائجه بحسب البلدان المستطلعة، والمعدل العام للمنطقة العربية، ولغايات المقارنة، فقد صُنفت بيانات البلدان المستطلعة بحسب أقاليم الوطن العربي الجغرافية، وهي:
• المغرب العربي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.
• وادي النيل: مصر، والسودان.
• المشرق العربي: فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق.
• الخليج العربي: السعودية، والكويت، وقطر.