روسيا تفتح عدة جبهات على قوات سوريا الديمقراطية التي تعيش ارتباكاً

السوري اليوم - حسين جلبي
السبت, 13 مارس - 2021
علم روسيا وعلم قسد
علم روسيا وعلم قسد

واصلت روسيا ضغوطها على قوات سوريا الديمقراطية، وفتح جبهات جديدة عليها والطعن في قدراتها، في ظل ما يبدو تراجع حليف "قسد" الأمريكي، سواء في ملف التصريحات المطمئنة لها أو الحوار الكُردي الذي رعته، مع متابعة التحركات العسكرية مثلما كان عليه الحال خلال إدارة الرئيس ترامب. وجاء آخر الضغوط الروسية على "قسد" عبر بوابة مخيم الهول للاجئين غربي الحسكة، والذي يضم عشرات الآلاف من القاطنين، منهم عوائل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

فقد أصدر رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني في وزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف، ووزير الإدارة المحلية السوري حسين مخلوف بياناً أمس، تحدثا فيه عما أسمياه: "فقدان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مخيم الهول، بالتزامن مع زيادة نفوذ تنظيم "داعش""، داعين الدول التي يقيم مواطنوها في مخيمات اللاجئين في سوريا، إلى: "تنظيم عملية استعادتهم، خاصة أن نزلائها وبالدرجة الأولى الأطفال، باتوا عرضة لمواجهة التشدد".

وتسعى روسيا إلى نزع ورقة محاربة الإرهاب من قوات سوريا الديمقراطية، والتي لم يبقَ من مظاهر لها سوى مخيم الهول للاجئين، كما تمارس ضغوطاً عليها في منطقة منبج، لدفعها إلى تسليمها لنظام الأسد، وقد لوّحت غير مرة إلى عدم اعتراضها على عملية عسكرية تركية هناك، ومضت بعيداً في ذلك قبل حوالي الأسبوعين، عندما سحبت قواتها من محيط منبج، تتويجاً لحملة ضاغطة على "قسد"، الأمر الذي فُهم منه تمهيداً للطريق أمام عملية عسكرية تركية وشيكة، في منطقة تشهد توتراً مستمراً وإعلانات عن قصف متبادل بقذائف المدافع، بين الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أُخرى.

ارتباك "قسد"

من جهتها، يميز الارتباك سلوك قوات سوريا الديمقراطية في الفترة الأخيرة، ففي الوقت الذي تواصل فيها إعلاناتها عن إطلاق دفعات من عناصر "داعش" المحتجزين لديها، بناءً على ضمانات مقدمة من شيوخ العشائر في المنطقة، تستمر في إصدار بيانات يومية حول إلقاء القبض على عناصر التنظيم، إلى جانب خروج أخبار عن عمليات قتل شبه يومية تطال لاجئين في مخيم الهول، والتي أصبحت ظاهرة ملفتة بعد تصاعدها مؤخراً دون أن يتم الكشف عنها، حيث أن كل ما تفعله "قسد" عقب كل عملية، هو احتجاز بعض المشتبه بهم، خاصةً من النساء لعدة أيام قبل إطلاق سراحهم، دون أن يقلل ذلك من نسبة عمليات القتل. كما يشهد المخيم عمليات تهريب لعناصر التنظيم وذويهم، عبر شبكات يرتبط بعض أفرادها بمقربين من "قسد".

على صعيد آخر، تواجه قوات سوريا الديمقراطية فشلاً آخر في موضوع الحوار الكُردي الكُردي، بعد أن اقتربت مبادرة الحوار التي أعلن عنها قائدها العام من السنة، دون تحقيق أية نتيجة. فقد أعاد التصعيد الإعلامي بين طرفي الحوار، المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد الديمقراطي مع مجموعة من الأحزاب المتحالفة معه؛ الخلافات إلى نقطة الصفر، في ظل عدم الاقتراب من الملفات الشائكة، وعلى رأسها ملف التجنيد القسري الذي تقوم به "قسد"، وملف التعليم الحزبي غير المعترف به، وعودة قوات "بيشمركة روج" التابعة للمجلس والتي تعسكر في إقليم كُردستان، حيث اتهم مسؤولون في الطرف المقرب من "قسد"، المجلس الكُردي بالخيانة وقواته بالمرتزقة، ما دفع الحزب الديمقراطي الكُردستاني - سوريا؛ إلى الإعلان عن وقف الحوار، نتيجة عدم استجابة الطرف الآخر لطلبه بالاعتذار عما أسمها إساءاته، في وقت تم تداول تصريحات لمسؤولين في المجلس، بأن قائد "قسد" لم يعد طرفاً محايداً، بسبب ضغوط مارسها عليه، وتصريحات إعلامية معادية له.

تحرك روسي ضد "قسد"

أما التحرك الروسي الآخر، والذي وجه رسائل مماثلة إلى قوات سوريا الديمقراطية، فكان في منطقة الخليج العربي، خاصة عبر ما بدا وكأنه إطلاق منصة ثالثة حول سوريا، إلى جانب منصتي جنيف والآستانة، والتي ضمت هذه المرة قطر وتركيا إلى جانب روسيا، والتي أصدرت بياناً مشتركاً، أكد على: "الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض النزعات الانفصالية"، في إشارة إلى قوات "قسد"، التي دأبت في جميع المناسبات على نفي أية صفة انفصالية عن نفسها، والقول بأنها تسعى لحل تكون فيه جزءاً من الجيش السوري ضمن ترتيبات محددة، تأخذ بعين الإعتبار خصوصيتها كقوة حاربت الإرهاب، وتمثل منطقة معينة.

يذكر بأن نظام الأسد كان الملجأ الأخير لقوات سوريا الديمقراطية في أكثر مناسبة، من ذلك لجوئها إلى النظام ودعوته إلى حماية الحدود، باعتباره "صاحب السيادة على البلاد" كما ذكرت، إبان العلمية العسكرية التركية في منطقة عفرين، والتي استجاب لها النظام بشكل محدود، عبر إرسال بضع مئات من عناصر الميليشيات للقتال إلى جانب "قسد"، كما عاد الجيش السوري إلى مناطق "قسد" بعد العملية العسكرية التركية الأخيرة بين محافظتي الحسكة والرقة، ورفع علم النظام على مناطق "الإدارة الذاتية" المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، والتي كان الحزب أعلن تحريرها من النظام قبل أعوام، كما شهدت الأيام الأخيرة دخول قوة تابعة للجيش السوري إلى مدينة منبج، ترافقها قوات "قسد"، على أمل أن يساهم ذلك في احتفاظ "قسد" بإدارة المنطقة، وتجنيبها عملية عسكرية تركية جديدة.