يعمل خبراء عراقيون بمساعدة مرممين فرنسيين على تجميع المئات من القطع الحجرية الصغيرة، في متحف الموصل، هي أجزاء من آثار يتجاوز عمرها 2500 عام، كان قد دمرها مسلحو تنظيم "داعش"
وتضم القطع خصوصا أسدا مجنّحا وزنه عدة أطنان، وثورين مجنحين آشوريين وقاعدة عرش من عهد الملك آشور ناصر بال الثاني، تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وهي قيد الترميم بفضل تمويلات دولية وخبرات من متحف اللوفر في باريس
"قطع متناثرة"
وبدأ الخبراء بالفعل في فصل وتوزيع الأجزاء الخاصة بكل قطعة أثرية. تبرز على بعض الحجارة مثلا أجزاء من مخالب، وأخرى تبدو وكأنّها بقايا أجنحة. أحجار من كلّ الأحجام مبعثرة على منصات وطاولات وزّعت على قاعات المتحف الحضاري في الموصل
ويقول خبير عراقي بينما كان يشير بيده إلى فجوة في قاعدة العرش: "هنا مركز التفجير".
وبعد أن سيطر تنظيم "داعش" على الموصل في عام 2014، حطم عناصره قطعا أثرية ضاربة في القدم، تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام، في المتحف الواقع في ثاني أكبر مدن العراق، ونشروا مقطع فيديو في فبراير 2015 يظهر تدميرهم لها.
ويشرح ، أحد العاملين في المتحف، لوكالة فرانس برس قائلا: "دمّرت قاعدة العرش إلى أكثر من 850 قطعة. تم تجميع ثلثيها".
يأمل الخبراء الانتهاء من أعمال الترميم خلال خمس سنوات
ويأمل مدير المتحف، زيد غازي سعدالله، في الانتهاء من أعمال الترميم خلال خمس سنوات. وبدأ مشروع الترميم في عام 2018 كإجراء عاجل لكن تأخيرات حصلت بسبب جائحة كوفيد-19.
ويشرح سعدالله: "كانت البدايات عبارة عن إجراءات عاجلة قمنا بها في داخل المتحف من أجل الحفاظ على ما تبقى من آثار محطمة".
ويضم المتحف المئات من القطع. ويقول سعدالله آسفا "تعرضت تلك القطع للتدمير أو السرقة".
ويشرح أن "عدد القطع الأثرية التي كانت موجودة سابقا حسب الإحصائيات اجتازت المئة قطعة. ومعظم هذه القطع الموجودة تعرضت للتدمير والسرقة قبل التدمير، وهذا ما أدخلنا في أرباك تحديد ماهو موجود وليس موجودا".