مخيم سلفانة في ريف عفرين...معاناة النزوح والنسيان

السوري اليوم _ عفرين: أمين العلي
الأربعاء, 22 سبتمبر - 2021
مخيم سلفانة(خاص بالسوري اليوم)
مخيم سلفانة(خاص بالسوري اليوم)

"يوسف عبد الله غريب" ابن العشرة أعوام طفل سوري حرمه الطيران الحربي الروسي من نعمة البصر، وحرمته الإمكانية من تركيب قرنية جديدة لعينيه اللذان لم يشاهدا، وقد لا يشاهدا أبويه وأخوته في المستقبل.

يوسف و رغم عجزه يعمل على جمع النفايات ويبعها؛ لعله يعين أسرته التي تفتقر لكل شيء، ويفتقر هو لرؤيتها .

مخيم سلفانة الواقع بريف عفرين (شمال المدينة ٨ كم ) على طريق راجو، يقع إدارياً تحت إشراف المجلس المحلي للمدينة، ويضم قرابة ٥٢ عائلة أغلبها من نازحي معرة النعمان بريف إدلب، والذي تم إنشاؤه ضمن صالة مهجورة؛ وذلك حمايةً من الفيضانات والبرد.

مراسل السوري اليوم (أمين العلي) زار المخيم ورصد منه قصة يوسف، كما رصد منه العديد من الشهادات التي توضح الحال السيء للنازحيين السوريين في ظل عرقلة نظام الأسد والمحتل الروسي دخول المساعدات! " فاطمة ناصر طه " إحدى قاطنات ذاك المخيم الذي أشيد ضمن صالة مغلقة فارغة هروبا من مطر الشتاء ومن حر الصيف إلى قاعة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة وأشبه ما تكون بسجن صغير .

فاطمة وفي حوار أجراه معها مراسل السوري اليوم قالت :" إنها تسكن هذا المخيم منذ سنة ونصف ونصابة بشلل نصفي وتعاني من مرض السكر الذي لا تملك ثمن علاجه ولم تقدم لها أي من المنظمات ذاك الثمن ". 

ميساء عبد الرحمن مهجرة أخرى هناك أوضحت أن الطيران الروسي وقوات الأسد أجبرت عائلتها على ترك معرة النعمان وقالت : "مع فجر كل يوم أرسل أولادي لجمع النفايات والنايلون لتامين لقمة الطعام ، وأطالب المنظمات بالنظر في حالنا ففصل الشتاء على الأبواب".

ومن المُهجَّرات اللواتي التقى معهن مراسل السوري اليوم، "صفاء أحمد غريب"، وهي مهجرة من معرة النعمان، حيث تقول: إنني أرملة وزوجة شهيد وابني شهيد أيضاً، ولا يوجد لدي أي معيل، كما أنني أعاني من مرض السرطان وأسكن في هذا المخيم منذ أن نزحنا من مدينتنا بعد سيطرة نظام الأسد عليها". وتشتكي صفاء من الأوضاع السيئة في المخيم بقولها: "لا يوجد لنا أي دعم ولم يصلنا أي شيء لا من منظمات ولا جمعيات ولا غيرها، ونطالب هذه المنظمات بتأمين الغذاء والدواء لساكني المخيم". 

وبعد ذلك التقى مراسلنا بالسيد "محمد ناصر طه " مدير المخيم، وعند سؤاله عن سبب سوء الأوضاع في المخيم قال: "نحن هنا في ريف عفرين طريق رجوا منذ سنتين في هذا المخيم، ولم يُقدم لنا أحد شيء بالرغم أن المخيمات المجاورة لنا مُخدَّمة من قبل الجمعيات والمنظمات، وقد عملت إحصاء للمخيم وطرقت أبواب المنظمات ولم يستجيبوا لمطالبنا، وبعض المنظمات طُردتني من أمام بابها. نحن لا نرى شيء من الإغاثة ولا المنظفات ولا حتى الطبيات منذ سنتين، على الرغم من وجود الكثير من الأمراض المزمنة، وأناشد المنظمات أن ينظروا إلينا وإلى وضعنا".

وتنتشر في ريف حلب الشمالي عشرات المخيمات العشوائية التي تفتقد إلى أدنى الخدمات المعيشية والطبية، رغم وجود الكثير من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، والتي يتهمها سكان المخيمات بالتقصير والفساد، ليُشكل المرض والفقر والجوع عوامل إضافية تزيد من معاناة المُهجرين، الذين اكتوى بنار التهجير الأسدي، والبعد عن الديار.

الوسوم :