يبدع السوري عبدالله مكسور في روايته الجديدة (2003) بحدث الأمس القريب، سقوط بغداد ليغوص في عمق سقوطنا منذ قرن وصولا لآخر لحظة حين يتركك حائرا إن كان قاتل الدكتور علي في الإمارات إشارة لاختراقها كما كل تاريخنا المخترق.
لم افهم صورة الغلاف إلا بعد أن اغلقت الرواية، هل يعقل أنه يشير أن الاجداد والآباء والأحفاد، كلنا نقف بهذه الذلة كمعتقلي روايته الكثر وجوهنا للحائط وظهرنا للمستقبل. رواية سلسة بايقاعها لا تفتنك"بسولفان" الجنس والنساء لا تشعرك بعقم فهمك بكلماتها وجملها السلسة المستساغة، بلا "عنطزة" وتقعير للكلمات والصور، يزاوج السرد والحكائيّة مع حدث التاريخ والواقع المعاصر، تحار من البطل ..د علي المهجر المقتول أم جده السمسار حينا والوطني بصور، ثم المعتقل كحفيده، أم البطلة في حماه حين تريد للحياة سبيلا رغم عمق المأساة التي شهدتها وكأنها تشبه مدينتها فلا تعرف عشق د علي لحماة التي هجر منها ام لامرأة انتظرها عقودا.
مصائر أمة تفضحها رواية مكسور فلسطين وبداياتها، ثم المحازر، الجيش العثماني وضحاياه من الأجداد، بيروت واحتلالها، حماة وما حل بها، الحرب العراقية الايرانية ثم الكويت وصولا للغزو للعراق، تشتم روائح شوارعها، كيف عاشت قبل السقوط وبعده، صدام وحكمه وعشقه لسجل التاريخ دون الحاضر، دبي ومعاصرتها وكاننا بمواجهة لمعرفة هويتنا مجددا ومن نكون ولماذا وكيف جرى كل ذلك.
يصفعك النص بسجون الاحتلال العراقي، وممارسات جنده، سجونه وتقنياته، معرفته بكل شيء عن المنطقة واهلها وتاريخها وصولا لفحوصات الحمض النووي خاصتها.
لست بمطرح ناقد ادبي، إنما هي سوى انطباعات سريعة لتشجيع قراءتها.