نُذُر صراع القوى في الجنوب السوري. تهدئة قريبة أم انفجار محتمل

السوري اليوم/ محمد العويد
الاثنين, 22 فبراير - 2021
تهجير رافضين الاتفاق"الروسي" من أهالي درعا إلى الشمال السوري
تهجير رافضين الاتفاق"الروسي" من أهالي درعا إلى الشمال السوري

تشتد نذر المواجهة بين حلفاء الأمس في الجنوب السوري, إذ يدخل الروسي ساحة السويداء, مزاحما حليفه الإيراني, فيما تواصل إسرائيل ضرباتها شبه اليومية على مواقع للإيراني في كافة المناطق السورية’ وان بدت أولوياتها إبعاد الإيراني عن جوارها في الجنوب السوري.


 فبين الإيراني وقواته المتمثلة بالفرقة الرابعة, والروسي وقوات اللواء الثامن, بقيادة احمد العودة, تشتد وتفتح أبواب المواجهة المؤجلة في حوران, وتستدعي معها تغييرات ستطال الجوار, وليس بعيدا دخول القوى الإقليمية ساحة المواجهة بحثا عن الحصص المستوجبة وتقاسم النفوذ, وأدوات الضغط الممكنة في المنطقة الأكثر هشاشة في الجغرافيا السورية.


 "نذر إن اشتعلت لن تبقي ولن تذر فساحة الجنوب ستكون هي الأعنف مواجهة بفعل تداخل القوى المحلية والدولية" كما يرى الصحفي محمد الحمادي . مضيفا:" هي لم تهدأ أصلا، لكن نوعية التغيرات الواجبة هناك تعني" قصقصة أجنحة" لقوى كبيرة وبداية لسقوطها, وهو ما يؤخر الاستجابة وإظهارها بالصورة النهائية, فاللجار الأردني, خصوصية وحدود وبوابة عبور, يريد لها أن تضبط بقوات غير مشبوهة كما في الحضور الإيراني, فيما يستثمر الإيراني بحثا عن مزيد من الهيمنة في البوابة الجنوبية باعتبارها احد أهم المعابر المتاح السيطرة عليها, كما يريد الروسي القول انه اللاعب المتحكم بالمشهد السوري وتحولاته, فيما تطل إسرائيل بقوة القصف بقواعد متفق عليها مع الروسي مع إمكانية انفلاتها في أي لحظة, وليست بعيدة القوى الإقليمية العربية في الخليج العربي, والتي تعتبر التواجد الإيراني جنوب سوري اخط غامق الاحمرار لا يمكن تأجيل حسمه مطولا".
اللاعب الروسي جنوبا بات اقرب للنهائي, بقبوله كبديل مرحلي قادر على إحداث تسويات ممكنة, سواء على الصعيد السوري الداخلي, أو الدولي المتعلق بمستقبل سورية, وهو ما يفسر تحركاته الأخيرة بعمق الجنوب السوري, سواء مع عودة قوات الفصل الأممية بين سورية وإسرائيل, او لجهة العمل على استباق الإيراني في ساحة السويداء ومحاولاته إتمام ما توجبه عناوينه وليس آخرها إنشاء لواء مشابه للثامن في درعا, إضافة لتحركه قبيل نهاية العام المنصرم باتجاه تطمينات للملكة الأردنية, كما تنجز إسرائيل قصفها بحسب التوافقات الروسية الإسرائيلية.
 يجيب " الحمادي" على سؤال السوري اليوم حول إمكانية سلام ام تصعيد بعموم سورية وخاصة الجنوب مع العام الجديد:" كل الاحتمالات مفتوحة, لأنه أصل الاتفاق في الجنوب السوري عشية منتصف 2018 إعطاء الضوء الأخضر للروسي في الجنوب, واعتقد عموم سورية’ وهذا يشكل ثنائية للتوافق بين أهم لاعبين في الساحة السورية, الأمريكي والروسي, وحين حدوثه يتولى كل لاعب كامل استحقاقات الفريق الموالي, علينا الانتظار على جمر النار لنقرأ مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة مع "بايدن" إلى أين تتجه, وأميل أكثر, إن ترشح الأسد لدورة ثالثة, سيكون العنصر الأكثر وضوحا في احتمالات التقارب أو مواجهة في المشهد السوري, وحتى ذلك الحين علينا مراقبة الجمر تحت الرماد" فقد يشتعل بأي لحظة".