ضيف 60 Minutes: المستقبل سيصبح خطيراً إذا أفلت الأسد من العقاب

السوري اليوم - متابعات
الاثنين, 22 فبراير - 2021
حلقة 60 Minutes التي عرضت على قناة CBS تحت عنوان "جرائم ضد الإنسانية" (CBS)
حلقة 60 Minutes التي عرضت على قناة CBS تحت عنوان "جرائم ضد الإنسانية" (CBS)

عرضت قناة CBSNews، اليوم الأحد، حلقة من برنامج 60 Minutes الشهير، الذي يقدمه سكوت بيلي، تحت عنوان "مكبل اليدين إلى الحقيقة" حول الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، والوثائق التي تمَّ جمعها، وتدين بشكل مباشر رأس النظام السوري بشار الأسد.


بدأ المذيع برنامجه بمقدمة تحذيرية: "إذا كان لديك أطفال يشاهدون برنامج "60 دقيقة" الليلة، فهذا عادة شيء جيد، لكن هذه القصة ليست لهم. الصور التي توشك على رؤيتها هي الدليل الصادق على أعظم جرائم الحرب في القرن الحادي والعشرين. سيواجه الرئيس بايدن وفريقه للأمن القومي قريبًا رعباً اندلع قبل عقد من الزمن، عندما كان العديد منهم في إدارة أوباما. ويصادف شهر آذار (مارس) القادم، الذكرى العاشرة للانتفاضة الشعبية في سوريا. الدكتاتور السوري بشار الأسد قتل الأبرياء بالغازات، وقصف المستشفيات والمدارس، وأخفى الآلاف. من الصعب مشاهدة الدليل ولكن يجب رؤيته. خاطر الكثيرون بحياتهم لإخبار هذه القصة حتى - حتى لو لم يتم القبض على الأسد - فسيظل إلى الأبد، مقيدًا بالحقيقة".

وبعد هذه المقدمة أظهرت القناة عدداً من الصور والمقاطع المصورة التي تظهر مدنيو الغوطة، بعد استهداف قوات النظام لهم بالغازات السامة، حيث يقول "بيلي": الرئيس السوري بشار الأسد فعل ذلك. هؤلاء مدنيون من إحدى ضواحي دمشق تسمى الغوطة. في عام 2013، سيطر الثوار على الغوطة، فقام الجيش السوري بقصف الحي بغاز الأعصاب المحظور دوليًا. تم إبادة 1400 رجل وامرأة وطفل. لقد اختار الأسد مواجهة الانتفاضة الشعبية ضده بالعنف لا بالدبلوماسية، ولا بالحرب بين الجنود، بل بالإرهاب دون ضبط للنفس".

ضيف البرنامج ستيفن راب الذي يساعد في بناء قضايا ضد الأسد ونظامه. سبق أن حقق بجرائم الحرب في رواندا وسيراليون كما عمل سفيرا للولايات المتحدة لقضايا جرائم الحرب لمدة ست سنوات، حتى عام 2015، يعقِّب: "في سوريا لدينا قتل، لدينا إبادة، لدينا تعذيب، لدينا اغتصاب".

وعند سؤال المذيع إن كان الأسد سيحاكم على جرائمه يقول إنه متفائل ويضيف: "لقد رأيت مواقف أخرى اعتقدنا أنها ميؤوس منها إلى حد كبير، حيث لم يكن أحد يعتقد أنه ستكون هناك عدالة حيث نجحنا. الاحتمالات موجودة وإحدى الطرق التي نبنيها لتحقيق ذلك هي الحصول على الدليل القوي الآن"، كون "الكثير مما نسميه أدلة قوية في منطقة الحرب تم التخلي عنها، إلا أنه تم تهريب أكثر من 900 ألف وثيقة حكومية، أرشفتها اللجنة المستقلة للعدالة الدولية والمساءلة التي أرأسها، الممولة جزئياً من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

المذيع يتساءل مرة أخرى: "هل الوثائق التي تم جمعها حتى الآن تدين الرئيس الأسد؟"، يجيب "راب": "ليس هناك شك في أن الوثائق تقود إلى الرئيس الأسد. هناك وثائق عليها اسمه. من الواضح أنه ينظم هذه الاستراتيجية".

خلال الحلقة، أعطى المصور العسكري الذي سرب عشرات آلاف الصور الملتقطة لجثث المعتقلين الذين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات والمعروف باسم "قيصر" شهادته حيث قال: أصبحت مهمتنا فقط التقاط صور لجثث الموتى الذين تم تعذيبهم حتى الموت أو قتلهم في أفرع المخابرات المختلفة.

وأضاف: "كان واضحًا جدًا أنهم تعرضوا للتعذيب، لم يتم تعذيبهم لمدة يوم أو يومين، تعرضوا للتعذيب لأشهر طويلة، كانت أجسادهم هزيلة، هياكل عظمية بحتة. كان هناك أشخاص، أزيلت أعينهم، وهناك آثار لصعق كهربائي على أجسادهم، يمكنك معرفة ذلك من خلال البقع الداكنة، تم استخدام السكاكين وكذلك الكابلات والأحزمة الكبيرة في ضربهم، وهكذا يمكننا أن نرى كل أنواع التعذيب على أجساد هؤلاء الأفراد، ...، كل هذا جرى لإكراههم على البوح بالمعلومات".

ويتابع قيصر: "عندما كنت ألتقط الصور، كنت أتساءل كيف يمكن لهذه الحكومة أن تكون قادرة على فعل هذا بشعبها؟ شعرت بالحزن والغضب مما رأيته. وفي الوقت نفسه، الشعور بالخوف، أنه في أي لحظة، يمكن أن أواجه نفس التعذيب ويتم التقاط الصور لي بعدها.

ليتساءل المذيع: كيف أخرجت الصور؟

يجيب قيصر: "كل يوم، كنت أستخدم محرك أقراص "فلاش" للحصول على جميع الصور التي تم التقاطها، ثم أخرج من العمل بطريقة سرية ومحفوفة بالمخاطر للوصول إلى صديق مقرب لي، اسمه سامي (اسم مستعار)، والذي يأخذ أقراص "الفلاش" ويحمل الصور على جهازه الكمبيوتر، واستمر هذا العمل لأكثر من عامين.

يبرر سامي قيامه هو و"قيصر" بالمخاطرة: لقد كانت مسؤولية تقع على عاتق قيصر وأنا، مسؤولية الشعب السوري أن نتمكن من إظهار مصير أحبائهم. أتذكر أنه كان لدي جارة وكان ابنها صديقًا لي، كنت أنظر إلى صورته في أحد محركات الأقراص المحمولة التي جلبها لي قيصر في ذلك اليوم. وأتذكر أن أمه كانت تذهب إلى فرع المخابرات يومياً للسؤال عن ابنها أو معرفة أي معلومات عنه. لم أستطع حتى إخبارها بالحقيقة، كي لا ينكشف عملنا ونحن نقوم بالتوثيق.

في نهاية الحلقة سأل المذيع سكوت بيلي ضيف البرنامج ستيفن راب: "إذا أفلت الأسد من العقاب، فما الذي خسره العالم؟"، فيجيب: هذا يعني أنه يمكنك ارتكاب تلك الجرائم، والإفلات من العقاب، فسيفعل الآخرون نفس الشيء، سيكون المستقبل أخطر بكثير من الماضي، وسوف يتم تدمير الكثير مما بنيناه".