تركيا ترد على دعوة أوجلان برفض زيارة عبدي

بثينة الخليل
الخميس, 27 نوفمبر - 2025

في تطوّر يُعدّ متابعة مباشرة لمواقف الأمس، وبعد ساعات من تداول تصريحات تُنسب لزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان دعا فيها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إلى الاندماج داخل الجيش السوري، أغلقت أنقرة الباب أمام أي محاولة للتقارب بين الطرفين، معلنة رفضها القاطع لمقترح قائد "قسد" مظلوم عبدي لزيارة أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي.


وقال المتحدث باسم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عمر تشيليك، إن "قسد لا تزال تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي"، مضيفاً أن "تصريحات الأفراد في إشارة ضمنية إلى ما نُسب لأوجلان أو لعبدي لا قيمة لها ما لم تتغير الوقائع على الأرض".


وتأتي تصريحات تشيليك كرد عملي على الجدل الذي أثارته دعوة أوجلان الأخيرة، والتي اعتُبرت لدى مراقبين محاولة لإعادة ترتيب العلاقة بين "قسد" ودمشق في ظل المتغيرات الإقليمية، أو تمهيداً لمسار تفاوضي جديد. إلا أن أنقرة قطعت الطريق أمام أي احتمال من هذا النوع، مصرّة على أن "قسد هي الفرع السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني"، وأن عليها التخلي عن السلاح قبل الحديث عن أي مسار سياسي.


وأشار تشيليك إلى أن "تطمينات قسد غير كافية"، وأن تركيا تحتاج إلى "رؤية التغيير عملياً"، ولا سيما الالتزام بتطبيق اتفاق 10 آذار (مارس) بين "قسد" والحكومة السورية، الذي تطالب أنقرة بتنفيذه بالكامل.


ويعكس الموقف التركي الجديد ارتباكاً في المشهد شمالي سوريا، خصوصاً بعد بروز خطاب جديد مرتبط بأوجلان تجاه دمشق، يقابله تشدد تركي متزايد يعتبر أي تغيّر في تموضع "قسد" غير مؤثر ما لم يُترجم عملياً على الأرض، وبشكل يبدد مخاوف أنقرة الأمنية.