نشرت صحيفة معاريف العبرية مقالا تقول فيه:
زيارة الشرع للبيت الأبيض، وهي الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن، تعد حدثاً تاريخياً في علاقات الدولتين. للعناق الأمريكي منطق سياسي متماسك: رغم علامات الاستفهام المعروفة، يبدو الشرع الأمل الوحيد الآن لاستقرار سوريا وضمان بقاء إيران خارج الدولة.
في الأشهر الأخيرة، تتقدم منظومة العلاقات بين الدولتين بوتيرة مبهرة؛ فالغرفة التجارية السورية ومجلس الأعمال السوري – الأمريكي الذي أقيم مؤخراً يعملان بنشاط على المضي بالأعمال الاقتصادية قدماً. مندوبو كبرى شركات الطاقة Chevron and Conocophilips زاروا سوريا، و”ماستر كارد” عادت للعمل فيها، وكذا “فيزا” على الطريق. أما “غوغل” و”ميتا” ففي اتصالات متقدمة مع السلطات السورية. التعاون قائم في المستوى الاستخباري. وحسب تقارير، الحكم في دمشق عمل تجاه أهداف لـ “داعش”، والمواقع التي خزن فيها سلاح إيراني. إعلانياً، أعلن الشرع عن انضمامه إلى التحالف الدولي ضد “داعش”.
ومع ذلك، فإن مسألة العقوبات التي فرضت على سوريا في حينه لم تُسوّ في ضوء معارضة أعضاء من الكونغرس بمن فيهم جمهوريون، ولا تزال تشكل حجر عقبة لجذب استثمارات مكثفة إلى سوريا. ترامب وعد برفعها قبل نهاية السنة.
بقي أمام الشرع تحديات ثقيلة الوزن – توسيع حكمه في الدولة. الجوزة الأقسى هي الأكراد – قوة عسكرية منظمة، أثبتت نفسها في القتال ضد “داعش”. وهم يحظون بدعم أمريكي، ومعنيون بالحفاظ على “طابع حكم ذاتي”. هذا ما تعارضه تركيا، وتواجد وزير الخارجية التركي في قسم من لقاءات الشرع في واشنطن جاء ليضمن حفظ المصلحة التركية. مسألة العلويين في شمال غرب الدولة، والدروز (والبدو) في الجنوب الشرقي، لا تزال على حالها.
وزير الخارجية السوري زار لندن فور زيارة واشنطن، وتحدث في معهد البحوث “تشيتهام هاوس”. وتكرس اهتمام الحضور على الساحة الداخلية وعلى مسألة ما إذا كان النظام الجديد يعتزم إقامة نظام حكم تمثيلي وبرلماني. وامتنع الوزير عن ذكر اصطلاح “ديمقراطية” ولم يرد بالقطع على السؤال حول وجود نية للسماح بإقامة أحزاب سياسية في إطار التعددية السياسية، الملموسة في الدولة.
إن المسار السريع الذي يسير فيه الشرع مبهر، وجدير بالتوقعات منه أن تكون واقعية. معقول أن قسماً كبيراً من خطواته وبخاصة تلك المتعلقة بالإجراءات ضد “داعش” ومحافل الجهاد، تثير معارضة في أوساط قسم ممن يحيطون به. هكذا أيضاً هو الاندفاع نحو المعسكر الأمني. في واشنطن من يحذر من محاولات اغتيال للشرع.
إسرائيل ملزمة أن تأخذ بالاعتبار المكانة المفضلة التي يتلقاها الشرع من ترامب، فيما هو مسنود من ولي العهد السعودي والرئيس التركي. الائتمان من جانب ترامب ذو مغزى، وجدير بإسرائيل أن ترتبط به. الاتفاق الأمني مهم للولايات المتحدة وللشرع، ولإسرائيل أيضاً. إن الثقة المتزايدة بالنفس لدى الشرع وجدت تعبيرها في تصريحاته تجاه إسرائيل ومطالباته حول الاتفاق. إن اتفاقاً يرتب التزامات الدولتين باتفاقات فصل القوات في 1974 يخدم مصالح إسرائيلية، وجدير به أن يوقع في أقرب وقت ممكن. الأوراق المتبقية في يد إسرائيل تمنح مجال مناورة محسناً