يهودي سوري أمريكي يترشح للبرلمان السوري

الجمعة, 3 أكتوبر - 2025
المرشح اليهودي  هنري هبرا
المرشح اليهودي هنري هبرا


 في خطوة غير مسبوقة منذ ما يقرب من ستة عقود، أعلن هنري حمرا، وهو رجل أعمال وحاخام سوري من أصول دمشقية ويحمل الجنسية الأمريكية، ترشحه لعضوية مجلس الشعب السوري عن دائرة دمشق، في الانتخابات المقررة في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ عام 1967، حين مُنع السوريون اليهود من الترشح للمجلس التشريعي.
ويأتي إعلان حمرا بعد أشهر قليلة من سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، في لحظة يصفها مراقبون بأنها تحمل رمزية كبيرة لمسار التحول السياسي والاجتماعي في سوريا الجديدة.
وقال حمرا في بيان حملته الانتخابية: «هذا الترشح ليس تمثيلاً لطائفة فحسب، بل هو تأكيد على أن سوريا الجديدة يجب أن تكون وطناً لجميع أبنائها، بعيداً عن الإقصاء والتمييز الذي فرضته عقود من الديكتاتورية».
ويطرح حمرا برنامجاً انتخابياً شاملاً تحت شعار «نحو سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة»، يرتكز على ستة محاور رئيسية: تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، والإسهام في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، وترسيخ صورة سوريا الجديدة كبلد متسامح، وحماية التراث والهوية الثقافية، ودعم الجاليات السورية في الخارج، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.
وشدد حمرا على عزمه التعاون مع الجالية السورية في الولايات المتحدة لإلغاء “قانون قيصر” دون شروط، معتبراً أن العقوبات «تُثقل كاهل الشعب السوري وتعوق جهود التنمية والإعمار».
ينحدر حمرا من الجالية اليهودية السورية في نيويورك، وكان قد غادر دمشق عام 1992 مع والده الحاخام يوسف حمرا حين كان في الخامسة عشرة من عمره. وفي فبراير/شباط الماضي، عاد برفقة والده إلى دمشق في زيارة رمزية شملت كنيس جوبر التاريخي ومقبرة يهودية قديمة، بمشاركة شخصيات سورية مسلمة من الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية. واعتُبرت الزيارة «مبادرة للمصالحة الوطنية» ورسالة انفتاح على جميع مكونات المجتمع السوري.
وقال الحاخام يوسف حمرا إن هدف عودته «إغلاق صفحة الماضي بكرامة»، مؤكداً أن استعادة المعابد والذاكرة اليهودية السورية جزء من المصالحة الوطنية.
ويرى محللون أن ترشح حمرا يتجاوز البعد الانتخابي المحلي، إذ يحمل رسالة مزدوجة: إلى الداخل السوري بأن التنوع الديني والثقافي بات جزءاً من المشهد السياسي الجديد، وإلى الخارج، خصوصاً واشنطن والجاليات السورية في الشتات، بأن سوريا ما بعد الأسد تسعى إلى المصالحة والانفتاح وإعادة بناء جسور الثقة