سقوط محور النفوذ الإيراني في سوريا وتداعياته الإقليمية

السوري اليوم
الأحد, 25 مايو - 2025
ميليشيات تابعة لإيران
ميليشيات تابعة لإيران

شهدت سوريا خلال الأشهر الأخيرة تطورات دراماتيكية غيرت ملامح المشهد الإقليمي، مع انهيار نظام الرئيس بشار الأسد وتراجع النفوذ الإيراني بشكل غير مسبوق في البلاد.

انهيار النظام السوري وفرار الأسد

في ديسمبر 2024، سقط نظام بشار الأسد بعد سنوات من الصراع، حيث فر الرئيس السوري إلى روسيا عقب انهيار الجيش والأجهزة الأمنية واعتقال أو هروب كبار المسؤولين. وسيطرت قوى المعارضة على العاصمة دمشق، منهية بذلك عقوداً من حكم الأسد وقطعت الطريق أمام استمرار النفوذ الإيراني في سوريا.

تراجع الدور الإيراني وفوضى إقليمية

أدى سقوط النظام إلى انسحاب آلاف المقاتلين التابعين لفيلق القدس والميليشيات المدعومة من إيران، أو بقائهم في مناطق معزولة دون تأثير فعلي. وتعرضت القواعد والمخازن الإيرانية لهجمات جوية إسرائيلية مكثفة، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من الشبكات الاستخباراتية الإيرانية في سوريا. واعتبر مراقبون أن هذه التطورات وجهت ضربة قاسية لمشروع “الهلال الشيعي” الذي سعت إليه طهران لعقود، وأعادت رسم ميزان القوى في المنطقة لصالح خصوم إيران.

أزمات داخلية ومستقبل مجهول

تواجه سوريا اليوم تحديات إنسانية واقتصادية وسياسية عميقة، في ظل تنافس قوى المعارضة والمجموعات المحلية على السلطة وإعادة الإعمار. ومع تراجع الدور الإيراني، تسعى روسيا وقوى إقليمية أخرى لملء الفراغ. أما الشعب السوري، الذي عانى طويلاً من الحرب والتدخلات الخارجية، فينظر إلى المستقبل بأمل مشوب بالحذر، مع تطلع إلى بناء نظام ديمقراطي بعيد عن الدكتاتورية والنفوذ الأجنبي.

تغيير جذري في معادلات المنطقة

يرى محللون أن سقوط الأسد وانهيار محور النفوذ الإيراني في سوريا يمثلان نقطة تحول تاريخية في المنطقة، حيث فقدت طهران أحد أهم أذرعها الاستراتيجية وأصبحت تحت تهديد مباشر. وتؤكد التجربة السورية، بحسب مراقبين، أن الحل لإنهاء الحروب والأزمات في المنطقة يكمن في انتقال السلطة إلى أنظمة ديمقراطية شعبية.