في ذكرى مرور اثني عشر عاماً على تأسيسها، تحتفل شبكة المرأة السورية بإرث من العمل المدني والنضال النسوي من أجل الكرامة والعدالة والمساواة، مؤكدة على تجديد العهد لقضية المرأة السورية وإيمانها العميق بقدرتها على المساهمة في بناء مستقبل ديمقراطي يشمل الجميع.
ودعت الشبكة إلى المشاركة في لقاءات افتراضية تُقام يوم الأحد 25 أيار/مايو 2025 عبر منصة زوم، احتفاءً بمحطات مفصلية في مسيرتها، حيث سيتم الإعلان خلال الحفل عن انطلاق عمل مكاتبها من داخل المدن السورية، في خطوة جريئة نحو تعزيز حضورها الوطني وتحقيق رؤيتها الجامعة.
تعود البدايات إلى شباط/فبراير 2013، حين اجتمعت مجموعة من النساء السوريات في مؤتمر دعا إليه معهد أولاف بالمه في السويد. آنذاك، برزت الحاجة إلى كيان نسوي وطني قادر على مواجهة تصاعد العنف، والمشاركة في رسم ملامح سوريا المستقبل. أثمرت النقاشات عن تشكيل لجنة تحضيرية انعقدت لاحقاً في القاهرة، وأُعلن في 25 أيار/مايو 2013 عن تأسيس شبكة المرأة السورية، التي اختارت الشكل الشبكي الأفقي لتفادي البُنى الهرمية التقليدية ولتعزيز التعاون والتشبيك بين الأفراد والمنظمات النسوية على تنوعها.
الشبكة، وهي كيان مدني مستقل غير ربحي ومسجّل رسمياً في تركيا منذ عام 2015، تضم طيفاً واسعاً من المنظمات والشخصيات النسوية والحقوقية، وتتبنى قيم الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية. تسعى إلى بناء مجتمع ديمقراطي يضمن مشاركة النساء في صنع القرار على المستويات كافة، وترفع شعار المناصفة بين النساء والرجال، واضعة نصب عينيها تمثيلاً لا يقل عن 30% في المدى القريب، وصولاً إلى 50% في المدى الاستراتيجي.
منذ تأسيسها، عملت الشبكة على تضمين المساواة الكاملة في الدستور والقوانين السورية، وحماية النساء والفئات المهمشة من تبعات الحرب عبر برامج التنمية المستدامة. واليوم، تقف الشبكة أمام منعطف جديد، إذ تأمل بأن تصبح مظلة جامعة لكل العمل النسوي السوري، تؤسس لفضاء وطني مشترك، وترتقي فوق الاعتبارات التنظيمية الضيقة، لتبقى صوتاً نسوياً حراً في معركة بناء الدولة السورية الجديدة.
بهذا الحضور والامتداد، تؤكد شبكة المرأة السورية أنها لم تكن يوماً مجرد منصة للمناصرة، بل مشروع وطني جامع لنساء سوريا الطامحات إلى السلام والمساواة والديمقراطية.