اللاجئون السوريون الحلقة الأضعف في التقارب التركي السوري وصعود اليمين في أوروبا

رئيس النظام السوري بشار الأسد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
رئيس النظام السوري بشار الأسد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في تركيا، يعيش اللاجئون السوريون حالة من القلق والترقب. تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد عودته من كازاخستان، لتسلط الضوء على مستقبل العلاقات التركية السورية وتداعياتها على اللاجئين السوريين في تركيا. تتقاطع هذه التصريحات مع صعود اليمين في أوروبا والتقارب التركي الروسي، مما يعزز تعقيد الوضع بالنسبة للاجئين السوريين.


الاعتداءات العنصرية وتصريحات أردوغان

تشهد تركيا موجة متزايدة من الاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين السوريين، مما يعكس التوترات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. تصريحات أردوغان بشأن مد يد الصداقة لسوريا والوقوف إلى جانبها لبناء عقد اجتماعي جديد تأتي في وقت حساس. بينما يؤكد على عدم السماح بإنشاء كيان إرهابي في المنطقة، يشدد على ضرورة استعادة الاستقرار في سوريا لتمكين اللاجئين من العودة.


صعود اليمين في أوروبا وتأثيره على السياسات

يتزامن هذا المشهد مع صعود اليمين في أوروبا، حيث تتبنى أحزاب اليمين سياسات معادية للمهاجرين واللاجئين. هذه الأجواء السياسية المتشددة تزيد من الضغوط على اللاجئين السوريين، سواء في تركيا أو في أوروبا، مما يضعهم في موقف حرج. السياسات الأوروبية المتشددة تدفع تركيا لتبني مواقف مشابهة، مما يزيد من تعقيد وضع اللاجئين السوريين.


التقارب التركي الروسي: توازنات جديدة

التقارب بين تركيا وروسيا يضيف بعداً جديداً إلى هذه المعادلة. يشير أردوغان إلى إمكانية دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى تركيا، بالتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما قد يفتح فصلاً جديداً في العلاقات. هذا التقارب يهدف إلى تحقيق استقرار في المنطقة وفقاً للمسؤولين الأتراك، لكنه يثير مخاوف اللاجئين من احتمالية تعرضهم لضغوط للعودة إلى سوريا قبل استقرار الوضع الأمني هناك. 


مخاوف اللاجئين السوريين في مصر

يمتد القلق أيضاً إلى اللاجئين السوريين في مصر، حيث تزايدت المخاوف من استصدار قوانين جديدة قد تعيق حصولهم على الإقامة السياحية. حيث يعيش اللاجئون في حالة من عدم اليقين، ويخشون من الترحيل أو التشديدات الإدارية التي قد تؤثر على وضعهم القانوني والمعيشي.


الخوف الدائم من العودة إلى سوريا

اللاجئون السوريون في تركيا ومصر وأماكن أخرى يواجهون خوفاً دائماً من العودة إلى سوريا التي يحكمها نظام قمعي. العديد منهم يخشون أن ينتهي بهم المطاف في سجون الأسد أو أن يتعرضوا للتصفية الجسدية والتعذيب في حال إجبارهم على العودة، والأمثلة كثيرة هنا، عن أشخاص عادوا إلا أنهم اختفوا بعد أيام من وصولهم إلى منازلهم. هذا الخوف المستمر يعزز من هشاشة وضعهم ويجعلهم الحلقة الأضعف في السياسات الإقليمية والدولية.


المطلوب: حلول عادلة ومستدامة

في ظل هذه التحديات المعقدة، يصبح من الضروري العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للاجئين السوريين. يجب أن يتضمن ذلك تعاوناً دولياً لضمان حقوق اللاجئين وحمايتهم من الانتهاكات. كما يجب الضغط على النظام السوري لتحقيق استقرار حقيقي، وفرصة لإرساء الديمقراطية وحرية الرأي في سوريا والذي سيؤمن عودة آمنة وكريمة للاجئين.