تزامناً مع الأخبار القادمة من أوكرانيا، يوصي اللاجئون في أوروبا بعضهم بإطفاء التدفئة هذه الأيام، إذ تستمر أسعار الغاز بالقفز إلى مستويات عالية، الأمر الذي ينذرُ بفواتير عالية قد تثقل عاهل العوائل التي تعيش بمعظمها على المساعدات الاجتماعية، ولا قِبلَ لهم بتحمل أعباء إضافية.
الشتاء قاسٍ جداً في معظم دول أوروبا كما هو معروف، لاسيما الشمالية والغربية منها. إذ تستمر البرودة فعلياً حتى فصل الصيف، وتكمن المعضلة في أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 35% إلى 40% من حاجاتها، والأزمة الأوكرانية فاقمت تلك المعضلة، لأن صادرات الغاز التي تعبر أوكرانيا هوَت بنسبة 70%، في ظل تهديد متبادل من روسيا وأوربا على حد سواء بوقف الغاز.
تقولُ أوروبا أن بوسعها "إلغاء الاعتماد على الغاز الروسي". كذلك قالَ وزير الاقتصاد والمناخ الألماني "روبرت هايبك" ردا على سؤال حول هذا الاحتمال في اليوم التالي لإعلان ألمانيا تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي الألماني نورد ستريم 2 بعد اعتراف موسكو بـ"جمهوريتين" انفصاليتين في شرق أوكرانيا. قال الوزير للإذاعة العامة الألمانية "نعم، ذلك ممكن" ويقصد التخلي عن الغاز الروسي.
يتم تصدير أكثر من 200 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا، مع استهلاك سنوي يبلغ حوالي 550 مليار متر مكعب. وتدرس أوروبا مجموعة خيارات للتخلي عن الغاز الروسي منها الاستيراد من دول غربية كالنرويج وهولندا، أو الاعتماد على مصادر بديلة من قطر أو أذربيجان أو اليابان، كما أن هناك حديثاً عن العودة إلى الفحم، أو اللجوء للطاقة المتجددة، وخيارات أخرى..
للسوريين خبرةٌ طويلة مع جعجعة التصريحات التي لم تنتج طحيناً، والكلام الآن كثيرٌ في الاقتصاد، كما في السياسة، لكن لا أحد يمكن أن يتكهن بالفعل أين تتجه ولا كيف يمكن أن تستقر الأمور.. والحكمةُ هذه الأيام تقتضي بالفعل إطفاء الغاز، والتلفاز، إن أمكَن.