مع قمر شباط، وفي العشرين منه، انطلق موقع "السوري اليوم" كما خطط له. خديج يطلق أول صرخة الولادة، واعدا أن يكون صوته عاليا كلما تكدست الأيام في عمره الذي نتمناه مديدا. السوري اليوم بسط بساطه على الأثير الافتراضي وأعلن سفره إلى كل بيت، كل خيمة، كل أذن تصيخ السمع للخبر، ولكل عين بصيرة تتبصر الأمل.
"السوري اليوم" صوت منبعث من قعر انتظار شعب ذاق مرارة العلقم من ظلم مقيم ليل نهار. ولم يعد ينتظر من وجه نظام مشؤوم سوى النكبات. هذا الظل الثقيل، الكئيب، المستدام. شعب لم يعرف من هذا النظام سوى العصا والزنازين، وعالم كله جدران عمياء لا أبواب لها.
لا يسمع فيه سوى طنين الصمت، لايقوى أحد فيه أن يجهر بشكوى أمام نظام يخفي وراء ظهره مسدسا ملقما جاهزا للإطلاق على كل فم مطالب بالحرية، وبرغيف ساخن. عندما انبثقت ثورتنا، كفلق الصبح، لم نسمع سوى بساطيل العسكر تصك الأرض، وفوهة بنادقهم وجهت إلى أفواهنا. اليوم مع " السوري اليوم" بعد المجازر، ومقابر الكيمياء، نريد أن نبتر حبل الصمت، نجعل من صوته صوت كل سوري. ننقب عن الحقيقة، نجسدها عارية، حقيقة لا يلطخها طمي المال، ولا يجتزؤها جور سلطة. ننقل بأمانة الخبر خاما، ونبحث سبل بلوغ الأمل.