الصفقة الأمريكية مع حماس: إفراج عن عيدان ألكسندر وانقسام في المواقف

السوري اليوم
الأحد, 11 مايو - 2025
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب


غزة/واشنطن — في تطور لافت ضمن ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، أعلنت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع حركة حماس أسفر عن إطلاق سراح المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي اختطف في الهجوم الذي شنته الحركة على مستوطنات "غلاف غزة" بتاريخ 7 أكتوبر 2023، ضمن عملية "طوفان الأقصى".

تفاصيل الصفقة

وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات، جرت الصفقة بوساطة قطرية ومصرية وبتنسيق مباشر بين واشنطن والدوحة، وشملت:

  • إفراجًا عن ألكسندر (32 عامًا) من قطاع غزة، حيث كان محتجزًا لدى إحدى وحدات القسام.
  • إطلاق سراح عدد محدود من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، لم تُنشر أسماؤهم رسميًا، لكن يُعتقد أن بعضهم من النساء والقاصرين.
  • ضمانات بعدم استهداف قوافل الإغاثة والطبية في مناطق معينة داخل غزة، كجزء من "تدابير إنسانية مصاحبة للصفقة".

ورغم غياب تأكيد رسمي من الجانبين، امتنعت إسرائيل عن النفي المباشر، بينما رفض البيت الأبيض التعليق على "الشق الإسرائيلي"، مكتفيًا بالقول إن "أمن وسلامة الرعايا الأمريكيين هي أولوية رئاسية مطلقة".

ردود الفعل: ارتياح أمريكي وحرج إسرائيلي

رحّب الرئيس الأميركي  بالصفقة، وعبّر عن أمله في أن تشكل "تمهيدًا لاتفاقات أوسع"، مع التأكيد على أن "الولايات المتحدة لن تتردد في التواصل مع أي طرف يضمن استعادة مواطنيها"

من جهة اخرى ، ساد الصمت الرسمي في تل أبيب، لكن مصادر قريبة من مكتب رئيس الوزراء نفت أن تكون الحكومة طرفًا مباشرًا في الصفقة، مما أثار انتقادات من أوساط المعارضة التي وصفت العملية بأنها "تقويض لسيادة القرار الإسرائيلي" و"إشارة إلى تراجع الدور الإسرائيلي في ملف الأسرى".

اما حماس فقد وصفت العملية بأنها "جزء من مسؤوليتها الإنسانية تجاه ملف الأسرى"، مشددة في بيان مقتضب على أن "المقاومة تحتفظ بحقها في التفاوض بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني"، دون تأكيد رسمي للوساطة الأمريكية.

ودعت الجهاد الإسلامي إلى عدم إجراء "صفقات ثنائية" خارج الإجماع الوطني.

بينما أشادت الجبهة الشعبية بما وصفته بـ"نجاح المقاومة في فرض معادلات جديدة على القوى الدولية".

تحليلات وقراءات دلالية

يرى مراقبون أن هذه الصفقة تمثل اختراقًا أمريكيًا أوليًا في ملف معقد سياسيًا وأمنيًا، وتعكس تحوّلاً في نمط التفاوض الأمريكي المباشر مع فاعلين غير رسميين كحركة حماس، رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية.

في المقابل، يرى آخرون أن الصفقة تكشف عن فتور متصاعد في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الأمريكية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والمماطلة في اتفاق هدنة شامل.

من هو عيدان ألكسندر؟

يحمل عيدان ألكسندر الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وهو من سكان "كيبوتس نير عوز"، ويعمل في مجال التكنولوجيا. اُختطف خلال هجوم حماس على الكيبوتس، وعانت عائلته من غياب أي معلومات مؤكدة عن مصيره لأشهر. وقد قادت العائلة حملة دولية وضغوطًا على الكونغرس والبيت الأبيض للإفراج عنه، كاشفة عن معاناته من مشاكل صحية في الجهاز التنفسي.

يُنظر إلى الصفقة بوصفها مؤشرًا على تصدّع احتكار إسرائيل للمفاوضات في ملف الرهائن، وفتح الباب أمام قنوات بديلة تقودها أطراف دولية بمرجعيات إنسانية لا سياسية بحتة.

ويبقى السؤال:

هل تُمهّد هذه الخطوة لانخراط دولي أوسع في جهود وقف إطلاق النار، أم ستبقى صفقة جزئية تضاف إلى قائمة طويلة من التحركات غير المكتملة؟