القدس المحتلة – وكالات
في تطور نوعي يُعد من أعنف الضربات التي تتلقاها القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة، قُتل سبعة جنود إسرائيليين مساء الثلاثاء، إثر استهداف ناقلة جند من نوع "ميركافا" بعبوة ناسفة شديدة الانفجار شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل طاقمها، بحسب ما أعلنت فصائل المقاومة.
وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها نفذت "كمينًا مركبًا" أدى إلى تفجير عبوة من نوع شواظ داخل قمرة القيادة، أعقبه رصد لهبوط طائرات مروحية إسرائيلية في محاولة لإجلاء القتلى والجرحى، في عملية استمرت عدة ساعات تحت نيران المقاومة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي:تفاصيل الكمين في خان يونس بقولها :
"في تمام الساعة 5:30 من مساء يوم أمس، ورد بلاغ أولي عن احتراق ناقلة جند مدرعة تابعة لقوات الهندسة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مسلحًا من حماس اقترب من الناقلة ولصق بها عبوة ناسفة وتم تفجيرها بها مما أدى إلى اشتعال الناقلة بأكملها.*
و هرعت قوات الإطفاء العسكرية إلى موقع الحادث وبذلت جهودا لإخماد النيران في ناقلة الجنود المدرعة. كما تم استقدام جرافة من طراز D-9 إلى موقع الحادث وسكبت الرمل على الناقلة في محاولة لإخمادها إلا أن جميع جهود الإطفاء باءت بالفشل.
بعد ذلك تقرر سحب ناقلة الجند المدرعة إلى الأراضي الإسرائيلية ومواصلة جهود إخماد الحرائق هناك. حيث سُحبت الناقلة أولًا إلى طريق صلاح الدين في خان يونس ومن هناك إلى خارج قطاع غزة بينما كان الجنود السبعة لا يزالون بداخلها.
لم يتمكن الجنود من إخماد الحريق إلا بعد وصولهم إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، كما أُرسلت قوات الإنقاذ والمروحيات إلى موقع الحادث لكن لم ينجو أحد من الجنود وقتلوا جميعًا بفعل التفجير والحريق.*
استغرقت عملية التعرف على هوية القتلى ساعات طويلة، وبعد عملية التعرف تم تسليم رسائل إلى جميع عائلاتهم الليلة."
وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو:
"نمر بيوم عصيب على إسرائيل... فقدنا سبعة من خيرة جنودنا في عملية صعبة في جنوب قطاع غزة"، مضيفًا أن "القلوب حزينة، لكننا مستمرون في المعركة حتى النهاية".
وتشهد جبهة خان يونس منذ أيام اشتباكات عنيفة وكمائن متكررة، في ظل ما تصفه المقاومة بـ"مرحلة الاستنزاف" لقوات الاحتلال، التي تواجه صعوبات ميدانية متزايدة رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب.
ويأتي هذا التصعيد الميداني في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، وسط تراجع التأييد الشعبي واتساع نطاق التساؤلات داخل الكنيست حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في القطاع.