شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق، اليوم الأربعاء، تشييعاً جماعياً لتسعة أشخاص قتلوا خلال الاشتباكات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، في ظل استمرار التوترات الأمنية المتصاعدة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة.
وتداولت صفحات محلية مشاهد مصورة تظهر مشاركة المئات من أبناء المدينة في التشييع، رافعين رايات طائفة المسلمين الموحدين الدروز، في مشهد طغت عليه مشاعر الحزن والغضب.
#شاهد: جرمانا تشيّع شهداء الدفاع عن المدينة
— السويداء 24 (@suwayda24) April 30, 2025
الفيديو منقول. pic.twitter.com/TvPV5F4ruO
اشتباكات متجددة في أشرفية صحنايا
في السياق، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في أحدث تصعيد تشهده المنطقة منذ تفجر الأزمة الأمنية في جرمانا.
وقال مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام، علي الرفاعي، في بيان رسمي، إن مجموعات مسلحة خارجة عن القانون هاجمت، مساء الثلاثاء، عدداً من حواجز الأمن العام مستخدمة أسلحة رشاشة وقذائف “آر بي جي”، ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر الأمنية.
وأوضح الرفاعي أن التوترات بدأت بعد محاولة رتل مسلح يضم سيارة مزودة برشاش ثقيل، قادم من أشرفية صحنايا، الدخول إلى مدينة جرمانا. وأضاف:
“الحاجز الأمني في جرمانا منع الرتل من العبور، ما دفع المسلحين لفتح النار، واندلع اشتباك أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر أمنية”.
وأكد أن قوات الأمن العام تدخلت لتأمين الحاجز وفك الحصار الذي فرضته تلك المجموعات، قبل أن تتمركز مجموعات مسلحة على أسطح الأبنية وتبدأ عمليات قنص استهدفت القوات الأمنية، ما أدى إلى استشهاد خمسة عناصر أمنية وإصابة اثنين آخرين.
استهداف مدنيين
وفي تطور خطير، أشار الرفاعي إلى أن المجموعات المسلحة أطلقت النار، فجر الأربعاء، على سيارة مدنية قادمة من محافظة درعا، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين كانوا على متنها.
وتواصل قوات الأمن العام تعزيز انتشارها في أشرفية صحنايا ومحيط جرمانا، في محاولة للسيطرة على الوضع وحماية المدنيين.
ضربة إسرائيلية “تحذيرية”
وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي نفذ “ضربة تحذيرية” استهدفت مجموعة كانت تستعد لمهاجمة الدروز في سوريا، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتثير هذه التطورات مخاوف من تدهور أمني أوسع في ريف دمشق، وسط تضارب في الروايات حول طبيعة وأهداف المجموعات المسلحة المتورطة في الاشتباكات، وتفاعل إقليمي متزايد مع الوضع الميداني.