نشر موقع "monitor" أمس، تقريراً حول الألغام المزروعة في سوريا منذ 2011، على الرغم من حظرها بموجب القانون الدولي، وعدد الضحايا والإصابات الناجمة عن انفجارها بالمدنيين.
الموقع أشار إلى أنَّ الأمم المتحدة أحصت عدد ضحايا حوادث الألغام والذخائر المتفجرة في سوريا، وأن عددهم أكثر من 12 ألف ضحية، قُتل 35٪ منهم وجُرح 65٪، وكان حوالي 25٪ من الضحايا من الأطفال، بينما عانى حوالي 50٪ من الناجين من بتر في الأطراف، مشيراً إلى أنَّ من بين أكثر الأشخاص المعرضين لخطر الوقوع ضحية لحوادث الألغام هم: المزارعون، ورعاة الماشية، والبناؤون، وجامعو الخردة المعدنية، وعمال البناء، والعاملون في المجال الإنساني، والأطفال في طريقهم إلى المدرسة، والمشردين داخلياً والعائدين إلى منازلهم.
الصليب الأحمر ودوره في إعادة التأهيل
اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت في بيان نُشر في 4 نيسان/إبريل الجاري إنها "تقوم بدورها لتقليل المخاطر التي يتعرض لها السكان المدنيون الذين يعيشون بالقرب من المناطق الخطرة المليئة بالأسلحة".
وتابعت قائلة: "لقد وصلنا حتى الآن إلى أكثر من 300000 شخص في 10 محافظات من أصل 14، وسوف نتوسع إلى اثنين آخرين في عام 2021. وتواصل اللجنة الدولية أيضًا مساعدة المصابين من خلال برامج إعادة التأهيل البدني".
كما تعمل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أيضًا على إزالة الألغام ومخلفات الحرب في شمال سوريا.
مساهمات الدفاع المدني الضخمة لحماية المدنيين من الألغام
وفي ذات السياق، قال مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، لـ "المونيتور": "لا تزال هناك أعداد كبيرة من الذخائر التي ألقتها قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة، وهذه تشكل خطراً، وتتركز جهودنا على التخلص منها، حيث لدينا أربع فرق مسح ألغام تستعد لزيارة قرى شمال سوريا لتحديد المناطق الملوثة بالذخيرة ورسم الخرائط وإرسالها إلى فرق التطهير والتي بدورها ستتخلص منها، وأضاف: هناك أيضًا ستة فرق متخصصة في إزالة الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في مختلف المناطق السورية وقد تخلصت حتى الآن من أكثر من 22000 ذخيرة مختلفة، بما في ذلك 20000 قنبلة عنقودية.
الصالح أشار إلى أنهم يملكون فرق لديها مهام أخرى كرفع مستوى الوعي حول هذه المخلفات، مؤكداً عقد فرق الدفاع المدني أكثر من 40 ألف جلسة توعية استهدفت طلاب المدارس وسكان المناطق التي تعرضت للقصف والنازحين في المخيمات".
مدير مجموعة تنسيق الاستجابة السورية محمد حلاج بدوره قال للموقع: "هناك نقص كبير في عمل المنظمات الإنسانية العاملة في جميع أنحاء المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الجهات المختلفة، حيث فشلت المنظمات في رفع مستوى الوعي حول مخاطر الألغام ومخلفات الحرب، وخاصة القنابل العنقودية، ناهيك عن كيفية التعامل معها. مضيفاً: "تعتبر مخلفات الحرب في المباني المدمرة والمناطق المهجورة أكثر فتكاً من الأسلحة الحية حيث يمكن أن تنفجر في أي وقت دون إشعار مسبق، حيث أنهم يشكلون عقبة أمام عودة النازحين إلى ديارهم، ويجب على الدول المانحة تخصيص جزء من تبرعاتها لإنشاء مشاريع إزالة الألغام وإزالة الخطر الذي يهدد ما يقرب من 11 مليون سوري، يعيش حوالي 4 ملايين منهم في شمال غرب سوريا".
2691 مدنياً قتيلاً جراء الألغام
المونيتور نشر إحصائية آخر أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقال إنه حصل عليها قبل نشرها، و تشير إلى أنَّ ما لا يقل عن 2691 مدنياً قتلوا، بينهم 627 طفلاً و 288 امرأة، بين آذار 2011 و8 نيسان 2021، وذلك بسبب المئات من تفجيرات الألغام في سوريا، كما تم تسجيل 105 ضحايا، بينهم 56 طفلاً و4 نساء، قتلوا جراء انفجار ألغام من مخلفات تفجيرات سابقة، كما وثقت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 363 مدنياً، بينهم 113 طفلاً و31 سيدة، جراء انفجار ذخيرة عنقودية من هجمات سابقة.
من جانبها منظمة العدالة من أجل الحياة نشرت تقريراً في 29 آذار/مارس قالت فيه إنَّ الفئات المتضررة غير قادرة على العمل واضطرت إلى مواجهة انخفاض الدخل الشهري كما تواجه صعوبة الحركة بسبب مخلفات الحرب، مضيفةً أنَّ وجود مشكلات يواجهها القطاع الطبي وفرص العمل المفقودة عمليًا لهذه الفئة.
رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فاضل عبد الغني، قال لـ "المونيتور": "نحن أعضاء في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، وقد أصدرنا تقريراً خاصاً يوثق ضحايا الألغام طوال سنوات الحرب السورية.
وتعتبر سوريا الدولة الأكثر خطورة في العصر الحديث نظرا لعدد الألغام التي تستخدمها جميع الأطراف المتصارعة على الأرض، في ظل عدم وجود خرائط توضح مواقع هذه الألغام والقنابل العنقودية التي استخدمتها روسيا والنظام السوري لقصف المدنيين، مشيراً إلى أن أي طرف في سوريا غير مستعد لإعطاء الأولوية لخطة منهجية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب"، ومضيفاً أن مناطق شمال غرب سوريا تعتبر الأفضل في مجال مكافحة الألغام لأن فرق الدفاع المدني تعمل على إزالة الألغام خاصة في مدينة الباب بعد طرد "داعش" وفي عفرين بعد خروج قوات سوريا الديمقراطية، داعياً جميع الأطراف إلى التخلص من هذه المخلفات.
تعرف على عدد ضحايا الألغام في دير الزور
مسؤول المناصرة في منظمة العدل من أجل الحياة محمد طه قال لـ "المونيتور": اوضح تقريرنا (غلاء الحرب) "حول ضحايا الحرب في دير الزور أن الألغام تسببت بسقوط 335 ضحية 20٪ منهم جرحى، حيث أجريت المقابلات مع الجرحى أنفسهم أو مع والديهم. مؤكداً أنَّ أكثر من 26٪ من المصابين المستهدفين في الاستبيان الذي أجرته منظمته، تعرضوا لبتر أطرافهم السفلية، و14٪ بتر الطرف العلوي، وأكثر من 14٪ مصابين بشلل نصفي وحوالي 1٪ أصيبوا بالشلل التام. وفي الوقت نفسه، فقد 44٪ منهم بصرهم، أو يجدون صعوبة في المشي أو تحريك أطرافهم العلوية أو السفلية". وأضاف: "نعتقد أن العدد أكبر بكثير، لكن هذه هي الحالات التي تمكنا من تسجيلها.
محمد طه تابع:" بحسب المقابلات التي أجرتها المنظمة، فإن المزيد والمزيد من الناس يقعون فريسة للألغام ومخلفات الحرب وسط موجات نزوح على الأرض من جهة، وموجات عودة [النازحين] من جهة أخرى، عندما يسمح الوضع الأمني بمثل هذه العودة".