شعلة الثورة ضد الديكتاتورية في إيران

السوري اليوم
الأربعاء, 12 فبراير - 2025
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بعد مرور 47 عامًا على سرقة ثورة فبراير 1979 من قبل خميني، أثبت شباب الانتفاضة مرة أخرى أن هذه الثورة لا تزال حية. في ذكرى الانتفاضة التي أطاحت بديكتاتورية الشاه، نفّذت وحدات المقاومة 47 عملية جريئة ضد مراكز القمع والدعاية التابعة للنظام الإيراني. حملت هذه العمليات، التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد، رسالة واضحة إلى النظام والمجتمع الدولي: نار المقاومة لم تنطفئ، وعزم الشعب الإيراني على نيل الحرية لا يزال راسخًا.

توسّع العمليات الثورية في المدن الإيرانية

أقدمت وحدات المقاومة، من خلال هذه العمليات، على استهداف رموز الاستبداد، حيث وُضعت مراكز القمع تحت لهيب الغضب الشعبي. وكان من أبرز هذه العمليات إحراق صور خميني وخامنئي في عدة مدن، من طهران ومشهد إلى تبريز وأصفهان، ما يعكس الكراهية العامة تجاه النظام القمعي. ومن أهم العمليات المنفذة:

استهداف مقرّ الشرطة القمعية في مدينة ريغان بمحافظة كرمان.

استهداف مبنى السلطة القضائية للنظام في مدينة إيوان بمحافظة إيلام.

تدمير مراكز الدعاية الحكومية وإحراق اللافتات التي تحمل صور خامنئي وخميني في طهران، مشهد، أصفهان، كرج، ومدن أخرى.

إشعال النار في مبانٍ حكومية في نجف آباد وإليغودرز.

رسالة المقاومة واضحة: لا للديكتاتورية، نعم للحرية

الهتافات التي رافقت هذه العمليات عكست مطالب الشعب الإيراني الحقيقية، ومنها:

"نقاتل ونموت... وسنستعيد إيران"

"لا للشاه، لا للملالي، نعم للحرية"

"الموت للديكتاتور"

هذه التحركات البطولية تؤكد أن الجيل الجديد لا يزال ملتزمًا بالمبادئ الثورية لشباب عام 1979. هذه العمليات جاءت كردٍّ حازم على تصاعد القمع، من تنفيذ الإعدامات الجماعية إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على الشعب.

المقاومة ضد الديكتاتورية: من ثورة 1979 حتى اليوم

تاريخ نضال الشعب الإيراني، من انتفاضة فبراير 1979 إلى احتجاجات ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019 وسبتمبر 2022، يثبت أن السعي للحرية لم يتوقف أبدًا. حاول خميني، بعد سرقته للثورة، ترسيخ حكمه من خلال القمع الوحشي، لكنه فشل في إخماد نار المقاومة. واليوم، يكرر خامنئي نفس السياسة، لكن الشعب الإيراني أثبت مجددًا أنه لن يخضع أبدًا للديكتاتورية.

ربط النضال الداخلي بالمقاومة الدولية

في هذا السياق، نظم الإيرانيون الأحرار في أوروبا، خاصة في باريس، تظاهرة حاشدة في 8 فبراير 2025، لإيصال صوت الشعب الإيراني إلى العالم. هذه التظاهرة أكدت أن صوت المقاومة الإيرانية يُسمع ليس فقط داخل إيران، بل في جميع أنحاء العالم، موجهةً رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام القمعي في طهران.

كلمة رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة

خلال هذه التظاهرة، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، على أهمية استمرار النضال ضد الديكتاتورية، قائلةً:

"خميني وخامنئي اعتقدا أنهما يستطيعان دفن الثورة، لكن الجيل الذي انتفض عام 1979 قام بتربية أبنائه ليواصلوا مسيرة الحرية. هذه الثورة لا تزال حيّة، ولن نتوقف حتى تحرير إيران بالكامل."

الختام

ما يحدث اليوم في إيران هو انتفاضة تاريخية ضد نظامين استبداديين: الديكتاتورية الملكية والديكتاتورية الدينية. عمليات وحدات المقاومة والتظاهرات الدولية الأخيرة تؤكد أن الشعب الإيراني مصمم على إسقاط نظام ولاية الفقيه، وسيواصل هذا المسار بكل قوته. الطريق الوحيد نحو إيران حرة وديمقراطية هو استمرار هذه المقاومة التي أبقت شعلة الحرية مشتعلة على مدى العقود الماضية.