حريق على متن سفينة تجسس روسية قبالة الساحل السوري

السوري اليوم - أسوشيتد برس
السبت, 8 فبراير - 2025
حريق على متن سفينة التجسس الروسية كيلدين قبالة سواحل سوريا
حريق على متن سفينة التجسس الروسية كيلدين قبالة سواحل سوريا

كشف تسجيل صوتي حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس عن لحظات حرجة مرت بها سفينة التجسس الروسية “كيلدين” عندما فقدت السيطرة مؤقتًا بعد اندلاع حريق مفاجئ على متنها قبالة الساحل السوري، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الأسود من مدخنتها يوم 23 يناير/كانون الثاني.

وبحسب مسؤولين عسكريين من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، فإن كيلدين، وهي سفينة متخصصة بجمع المعلومات الاستخباراتية، لم تستجب لعرض المساعدة من إحدى سفن الحلف، رغم الأزمة التي واجهتها.

تفاصيل الحادث

يظهر في التسجيل صوت أحد أفراد طاقم كيلدين وهو يخاطب سفينة شحن تحمل علم توغو تدعى “ميلا مون” عبر اللاسلكي، قائلاً:

“سفينة حربية في طريقك، أرجوك حافظ على مسافة. أنا في حالة انجراف. لست تحت القيادة.”

ووفقًا للمسؤولين العسكريين، فقد استمر الحريق أربع ساعات على الأقل، حيث شوهد الطاقم وهو يزيل أغطية قوارب النجاة، دون أن يتم إطلاقها. كما رفعت كيلدين إشارات بحرية تدل على أنها عاجزة عن التوجيه.

التداعيات والتكتم الروسي

لم تعلق السلطات الروسية رسميًا على الحادث، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا علم له بالحريق، معتبرًا أن الحادث لا يعكس بالضرورة ضعف البحرية الروسية.

لكن خبراء عسكريين، مثل الأميرال الفرنسي المتقاعد ميشيل أولهاجاراي، يرون أن هذا الحادث يسلط الضوء على الصعوبات اللوجستية التي تواجهها روسيا في الحفاظ على أسطولها في البحر الأبيض المتوسط، خاصة مع إغلاق تركيا لمضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا.

أبعاد استخباراتية

يؤكد المسؤولون العسكريون أن سفن التجسس الروسية، ومنها كيلدين، تخضع لمراقبة حثيثة من قبل حلف الناتو، في ظل المخاوف من احتمال تورطها في أنشطة تخريبية تستهدف كابلات الاتصالات وخطوط الأنابيب تحت الماء.

وفي سياق متصل، سبق أن تعقبت البحرية البريطانية سفينة روسية أخرى في القنال الإنجليزي الشهر الماضي، حيث رُصدت وهي تحوم حول بنية تحتية حيوية تحت الماء، ما دفع البحرية الملكية إلى إرسال غواصة لمراقبتها عن قرب.

ما بعد الحادث

رغم استعادة كيلدين لسيطرتها، لا تزال السفينة ترسو قبالة ميناء طرطوس السوري، حيث تواصل أنشطتها الاستخباراتية تحت حماية فرقاطة وسفينة إمداد روسية. ولا يزال سبب الحريق غير واضح حتى الآن.