في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات الثنائية واستعادة الاستقرار في سوريا، وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير 2025، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. تأتي هذه الزيارة في إطار المحادثات الموسعة بين البلدين لبحث آخر التطورات في سوريا وتقييم الخطوات المشتركة لتحقيق التعافي الاقتصادي والأمن المستدام في المنطقة.
وأكد فخر الدين ألتون، رئيس دائرة الإعلام والاتصال في الرئاسة التركية، أن المحادثات ستتركز على دعم الإدارة الانتقالية في سوريا والشعب السوري عبر المنصات الدولية متعددة الأطراف. كما ستتناول الزيارة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة وإعادة الإعمار، حيث أبدت تركيا استعدادها للمساهمة في مشاريع إعادة بناء سوريا، خاصة في ظل وجودها الجغرافي القريب وقدراتها اللوجستية.
هذه الزيارة تعد الثانية للرئيس الشرع بعد زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية، حيث ناقش مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خططاً مستقبلية في مجالات الطاقة والتعليم والصحة. كما أدى الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني مناسك العمرة في مكة المكرمة قبل توجههما إلى تركيا، مما يعكس البعد الروحي والدبلوماسي لهذه الزيارة.
من جهة أخرى، سبقت هذه الزيارة عدة لقاءات دبلوماسية بين البلدين، حيث زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دمشق في يناير الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني حول تعزيز العلاقات الثنائية ودعم الاستقرار في سوريا. كما أكد الجانب التركي على أهمية إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا ودعم الجهود الدولية لإعادة الإعمار.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود التركية لتشكيل محور إقليمي مع سوريا والعراق والأردن، يستهدف إنهاء الدعم الأمريكي للوحدات الكردية في شمال سوريا، وتعزيز الأمن الإقليمي. كما تسعى تركيا إلى تسريع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر دعم مشاريع إعادة الإعمار.
وتعكس زيارة الرئيس الشرع ووزير الخارجية الشيباني إلى تركيا مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين، والتي قد تسهم في تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا والمنطقة ككل.
