نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تحقيقا حصريا أشارت فيه إلى الكيفية التي تحول فيها مرتزقة شركة فاغنر الأمنية إلى "جيش خاص" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تشير الصحيفة أن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية تكشف عن تزويد روسيا طائرات ودبابات لهؤلاء المرتزقة.
طباخ بوتين
قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن جماعة المرتزقة التي يديرها شخص يعرف بـ "طباخ بوتين" أظهرت الكيفية التي "تتغير فيها الحرب الحديثة". جاءت تصريحات الوزير بعدما كشف صور فضائية تم الكشف عنها قبل فترة استخدام شركة فاغنر المعدات العسكرية النظامية في ليبيا، مما يشير إلى أنها وبشكل قاطع جزء من الجيش الروسي. ويقول خبراء الأمن إن جماعة فاغنر تستخدمها موسكو لاستعراض القوة ودعم الأنظمة الضعيفة وغير الشرعية وبدعم مباشر من الجيش الروسي.
تهديد للقوات الغربية
وتقول الاستخبارات البريطانية إن هذه القوات غير النظامية تكشف عن التهديدات التي تمثلها الدول وتظهر في درجة أقل من النزاعات التقليدية. وقال بن والاس إن "جماعات الظل التي تحظى بدعم جيد وقوات عسكرية مدربة جيدة تمثل تهديدا معقدا للقوات العسكرية الغربية". وأضاف أن "بريطانيا وبقية الحلفاء بحاجة للتحضير ومواجهة جماعات المرتزقة وتطوير مرونتها لمواجهة تأثيراتها الخبيثة". وقال إن "المجال الذي تعمل به يجب منافسته وإلا فستقوم القوات الأمنية الخاصة المتحررة من القوانين الدولية التي تغطي الجيوش العسكرية بعمليات تنكرها الدول وبدون خوف من حساب".
وقال وزير الدفاع البريطاني "صور كهذه يجب أن تدفعنا لأن نغير تفكيرنا بشأن التهديد"، وتقول القيادة المركزية الأمريكية في أفريقيا إن 14 طائرة ميغ 29 وسو- 24 طارت من روسيا إلى سوريا وتم تغيير لونها لحجب العلامات الروسية ثم نقلت إلى ليبيا.
مساعدة سيف الإسلام
صحيفة "التايمز" كشفت في حزيران/يونيو العام الماضي عن اعتقال شخصين مرتبطين بمؤسسة بحث تابعة ليفغيني بريغوجين، الذي ترتبط به فاغنر، وذلك بعد الكشف عن محاولتهم مساعدة سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي العودة إلى السلطة. واعتقل كل من ماكسيم شوغالي، 54 عاما وهو استراتيجي سياسي من سانت بطرسبرغ وسمير سيفان، 37 عاما، مترجم من موسكو ويحمل الجنسية الأردنية والروسية. وكان يعملان في منظمة اسمها المؤسسة لحماية القيم الوطنية. ويديرها ألكسندر مالكيفيتش، 45 عاما وهو مستشار إعلامي للحكومة الروسية وفرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في 2018 بسبب علاقاته مع بريغوجين. وبحسب "التايمز" فقد عرض شوغالي وسيفان على القذافي المساعدة في تشويه معارضيه وتنظيم احتجاجات أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهيغ بهولندا لو تم اعتقاله ومحاكمته أمامها.