وفاة الشيخ سارية الرفاعي.. العالم الذي رفض المناصب ونصر الثورة

محمد الأحمد - السوري اليوم
الثلاثاء, 7 يناير - 2025
الشيخ الراحل سارية الرفاعي
الشيخ الراحل سارية الرفاعي

في نبأ هز الأوساط الدينية والثقافية، أعلنت وكالات الأنباء السورية والعربية، يوم الاثنين 6 يناير 2025، عن وفاة الشيخ سارية الرفاعي، أحد أبرز علماء الشام، في مدينة إسطنبول التركية، عن عمر ناهز 77 عاماً.

ونعى الناشط السوري عمار الرفاعي والده العلامة الشيخ سارية الرفاعي، عبر صفحته على موقع فيسبوك، قائلاً: "يوم كنت أخشاه.. الوالد في ذمة الله تعالى"، في نبأ أثار موجة حزن في الأوساط الدينية والثقافية، لا سيما بين السوريين الذين عرفوا في الراحل العالم الداعية الملتزم بقضايا أمته.


ينتمي الشيخ سارية إلى أسرة علمية عريقة في دمشق، فهو نجل العالم الشيخ عبد الكريم الرفاعي وشقيق المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أسامة الرفاعي. تلقى تعليمه في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث نال درجة الماجستير عام 1977، وقد تأثر بمنهج والده الوسطي المعتدل.


تميزت مسيرة الشيخ بالعطاء في مجالي الدعوة والعمل الخيري، حيث تولى إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت بدمشق، وأسس العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية البارزة، منها مشروع حفظ النعمة، ومركز زيد بن ثابت لخدمة القرآن الكريم، وقناة الدعوة الفضائية، ومشروع التميز لكفالة اليتيم. وقد تخرج على يديه آلاف الدعاة والعلماء والقراء.


واجه الشيخ سارية مضايقات من النظام السوري مرتين خلال مسيرته؛ الأولى بين عامي 1980 و1993، والثانية بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث كشف في مذكراته عن محاولات النظام استمالته بمناصب رفيعة كمفتي دمشق ووزير الأوقاف. وقد برز كأحد العلماء المؤيدين للثورة السورية، ولعب دوراً محورياً في نجاح الإضراب بمدينة دمشق عقب مجزرة الحولة، ليغادر بعدها إلى تركيا حيث أصبح عضواً في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري.


نعى المجلس الإسلامي السوري ورابطة علماء الشام الشيخ الراحل، مشيدين بدوره الكبير في دعم الثورة السورية ومسيرته العلمية والدعوية الحافلة، ونعاه العديد من الناشطين السوريين، إذ أنه كان من أوائل العلماء الذين صدعوا بالحق مناصرة للثورة وأهلها من وسط دمشق، وعلى منبر مسجد زيد بن ثابت.