أعلن رئيس الوزراء الجديد في سوريا يوم الثلاثاء توليه رسميا مسؤولية حكومة انتقالية مدعومة من جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد قبل ثلاثة أيام.
وفي كلمة قصيرة بثها التلفزيون، قال محمد البشير، وهو شخصية غير معروفة في سوريا وأدار في السابق منطقة صغيرة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد، إنه سيقود حكومة انتقالية حتى الأول من مارس آذار.
وأضاف البشير “اليوم تم عقد جلسة مجلس الوزراء، ضمت فريق العمل في حكومة الإنقاذ السورية التي كانت عاملة في منطقة إدلب وما حولها، بالإضافة للحكومة السورية للنظام المخلوع”.
وأضاف “عنوان الجلسة هي عبارة عن نقل المؤسسات والملفات من حكومة النظام المخلوع إلى الحكومة السورية المؤقتة من أجل استلام هذه الملفات وتسيير الأعمال”.
وكان البشير يتحدث من غرفة اجتماعات ويظهر من خلفه علم المعارضة المسلحة طوال فترة الحرب الأهلية بألوانه الثلاثة، الأخضر والأبيض والأسود، وعلم أبيض مكتوب عليه الشهادتان باللون الأسود، والذي ترفعه عادة الجماعات الإسلامية السنية المسلحة في سوريا.
وفي دمشق، أعادت البنوك فتح أبوابها للمرة الأولى منذ الإطاحة بالأسد. وأعادت المتاجر فتح أبوابها وعادت حركة المرور إلى الطرق وبدأ عمال النظافة تنظيف الشوارع، مع وجود أعداد قليلة من الرجال المسلحين.
وقال مصدران مقربان من مقاتلي المعارضة السورية لرويترز يوم الثلاثاء إن قيادة قوات المعارضة أمرت مقاتليها بالانسحاب من المدن وبنشر وحدات من الشرطة وقوات الأمن الداخلي التابعة لهيئة تحرير الشام.
وولدت هيئة تحرير الشام من رحم فرع لتنظيم القاعدة شارك في محاربة الأسد، وسعت الجماعة في الآونة الأخيرة إلى تهدئة المخاوف بشأن جذورها المتشددة.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه قصف معظم مخزونات الأسلحة الاستراتيجية خلال اليومين الماضيين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أعطى توجيهات بإنشاء “منطقة دفاعية خالصة” في جنوب سوريا لحماية إسرائيل من الإرهاب.
وقالت إسرائيل، التي أرسلت قوات إلى منطقة منزوعة السلاح في سوريا، يوم الثلاثاء إن قواتها اتخذت أيضا بعض المواقع خارج المنطقة العازلة، ونفت تقدمها باتجاه دمشق.
ويضيف التوغل الإسرائيلي، الذي نددت به تركيا ومصر وقطر والسعودية، أزمة أمنية إضافية للحكومة الجديدة. وتصف إسرائيل التوغل بأنه إجراء مؤقت.
وفي إشارة إلى استعداد قوى غربية للعمل مع هيئة تحرير الشام، قلل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا من أهمية تصنيفها منظمة إرهابية.
وقال جير بيدرسن في إفادة صحفية في جنيف “الواقع حتى الآن هو أن هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة الأخرى تبعث برسائل جيدة إلى الشعب السوري… عن الوحدة والشمول”.
ولا يحظى رئيس الحكومة الانتقالية الجديد بمكانة سياسية كبيرة خارج إدلب، وهي منطقة ريفية صغيرة في شمال غرب البلاد كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة خلال سنوات طويلة من الجمود على خطوط المواجهة في الحرب الأهلية السورية.
وذكرت صفحة تابعة للمعارضة على موقع فيسبوك أن رئيس الحكومة الانتقالية حصل على تدريب في الهندسة الكهربائية ودرجة في الشريعة والقانون في وقت لاحق، وشغل مناصب في عدة مجالات منها التعليم.